من ( آية ) لمسات في التربية الأسريّة

 

في سورة يوسف . قال الله تعالى :
( قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) .

من مواعظ الآية  في التربية الأسريّة :
1 - من التوعية الأسريّة المهمّة أنّ نعي وندرك ونعلّم أبناءنا : أن المشكلات في العائلة أو الأسرة الواحدة أمراً وارداً ( فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ) الواقعيّة في الوعي والفهم هي المثاليّة في التربية .

2 - غير أنه ينبغي أن نغرس في نفوسنا ونفوس أبنائنا تعظيم حق ( الرّحم ) والصلة والقرابة سيما في فورة المشكلات ولانورّث لهم القطيعة .
تأمّل كيف قال يعقوب عليه السلام لابنه يوسف عليه السلام ( لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ ) فذكّره بحق ( الأخوّة ) مع أنهم سيؤذونه .

3 - ضبط المشاعر وتحسين اتجاهها في المسار الصحيح .
فالقرآن في تربيته النفسيّة ( لا يكبت ) المشاعر بقدر ما يضبطها ، ويحسّن اتجاهها . حيث أن نزعة الغضب من أشد النوازع النفسيّة التي تثور في الإنسان سيما حين يكون الظلم والغبن من القرابة .. هنا القرآن يعلّمنا كيف نوجّه هذه المشاعر إلى ( العدو الحقيقي ) - الشيطان الرجيم - ، ليكون هناك مساحة للعفو والتسامح .

4 - التربية بالنموذج والمثال . . فإن هذا الأسلوب التربوي الذي سلكه يعقوب عليه السلام مع ابنه يوسف عليه السلام تحققت ثمرته وأثره في سلوك يوسف عليه السلام وشخصيّته ، فنجده في آخر السورة يقول : ( وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ) .

5 - التربية بـ ( القناعة ) أعظم أثراً في صياغة عقليّة الطفل . فإذا أمرت طفلك بشيء أو نهيته عن فعل شيء بيّن له السبب ( لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ ) ( فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) .

6 - الاستهلال العاطفي قبل الأمر والنهي بالملاطفة وحسن التخاطب ( قَالَ يَا بُنَيَّ ) مهارة من مهارات الإقناع ومخاطبة العقل بالعاطفة .

 نحن بحاجة ( أكثر ) إلى أن نعود إلى كتاب ، نقرأ فيه ونتعلّم منه كيف يوجّهنا الله تعالى من خلال آيات كتباه الكريم لبناء حياة طيّبة  في الدنيا والآخرة .

الكاتب : أ. منير بن فرحان الصالح