الخطأ من خلال عدسة ( مكبّرة ) !

 عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يارسول الله إن زوجي صفوان بن المعطل يضربني غذا صليت ، ويفطّرني إذا صمت ، ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس !
وكان صفوان رضي الله عنه عنده فسأله عمّا قالت ، فقال : يارسول الله أمّا قولها : يضربني إذا صلّيت فإنها تقرأ بسورتين وقد نهيتها !
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كانت سورة واحدة لكفت الناس " .
وأمّأ قولها : يفطّرني إذا صمت ، فإنها تنطلق فتصوم وانا رجل شاب فلا أصبر .
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم يومئذ : " لا تصوم امرأة إلاّ بإذن زوجها " .
وأمّأ قولها أني لا أصلي حتى تطلع الشمس فإنّأ أهل بيت قد عُرف لنا ذاك لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس !
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " فإذا استيقظت فصلّ
" - رواه ابو داود وصححه الألباني . صحيح سنن ابي داود 2 / 466 - .

قال الخطابي : لا يجوز أن يُظن به الامتناع من الصلاة في وقتها ذلك مع زوال العذر بوقوع التنبيه والإيقاظ ممن يحضره ويشاهده . أ. هـ

 *  من فقه السعادة الزوجية في هذا الأثر :


1 -  لا تنظر إلى خطا شريك حياتك  بالعدسة ( المكبّرة ) إذ أن أهم خطوة في حل أي مشكلة زوجيّة هو تحجيم المشكلة والنظر لها بغير تضخيم أو تهويل .
التضخيم قد يحدث بسبب أننا نعيش ( التوقّع ) أكثر مما نعيش ( الواقع ) ..
فنحن نعيش مع شريكنا ونحن ( نتوقّع ) منه أن يكون بصورة مثاليّة . . أو بصورة ذهنيّة معيّنة .. فحين يقع منه الخطأ .. يتضخّم ويكبر .

 2 - من أسباب ( تحجيم المشكلة ) بين الزوجين أن يفسّر الزوج أو  الزوجة ( تصرّفه ) ولا يكن غامضاً في سلوكه . حتى يسدّ باب ( الظنون ) والتأويلات المتضخّمة للحدث .

 3 - أن يستشعر كل طرف أن حسن تبعّله لشريك حياته هذا العمل في حدّ ذاته ( عمل صالح ) ، وقُربةُ إلى الله . فلماذا دائماً  يتجه نظرنا للعبادة على أنها فقط في نوافل ( الصلاة و ( الصيام ) . . !
 أيها الزوجان  . .  اقتربا من بعضكما بتغاء مرضاة الله .

الكاتب : أ. منير بن فرحان الصالح