من فقه السعادة الزوجيّة ( 1 )

 * على قدر الصبر يكون السّكن والأجر

في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " المرأة كالضلع إن أقمتها كسرتها وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج "
قال ابن حجر - يرحمه الله - : فيه الندب إلى المداراة .. وفيه سياسة النساء بأخذ العفو منهن والصبر على عوجهن وإن من رام تقويمهن فاته الانتفاع بهن .. مع أنه لا غنى للإنسان عن امرأة يسكن إليها ويستعين بها على معاشه ؛ فكأنه قال : الاستمتاع بها لا يتم إلاّ بالصبر عليها . أ.هـ ( الفتح 9 / 254 ) .

وفي رواية أخرى : "ألا إن المرأة خلقت من ضلع وإنك إن أردت إقامة الضلع كسرتها فدارها تعش بها " . - الترمذي وابن أبي شيبة والحاكم في المستدرك وقال : صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذّهبي - .

فوصف المرأة بـ ( الضلع ) بجامع الاعوجاج فيهما فهو في ( الضلع ) حقيقة ، وفي ( المرأة ) مجاز . ووصف لـ ( الضلع ) في خِلْقته ، ووصف لـ ( المرأة ) في خُلقها .

 وفي رواية البخاري ( وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ) . .
 وأعلى ما في المرأة ( لسانها ) ولذلك جاء في حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنهنّ ( يكفرن العشير )  وكفران العشير إنما يكون بـ ( اللسان ) . .

 من فقه السعادة في هذا الأثر :
 
 - أن الرجل لا غنى له عن امرأة يسكن إليها .
 
 - أن سبيل الاستمتاع بالزوجة وبالحياة معها والسكن إليها يكون أجمل ما يكون بـ ( مدارتها ) . وعدم مطالبتها بأن تكون شيئا آخر غير ما هي عليه .
 
 - أن لا يأخذ الزوج كلام زوجته على محمل ( الجدّ ) و ( القصد )  سيما في حالة غضبها  فإن قوّة المرأة في ( لسانها )  وهي حين تتكلّم في تلك اللحظة فهي لا تعني ( إنكار العشرة )  بقدر ما تريد ( إيلام ) الرجل .

الكاتب : أ. منير بن فرحان الصالح