وصية الحبيب لحبيبته ..( العفو )


 ثبت في الحديث الصحيح أن عائشة رضي الله عنها قالت : يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة القدر ما أقول فيها ؟
 قال : "  قولي : اللهُم إنّكَ عَفُوُّ تُحِبّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنّي " .

 السائلة هي : أحب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم إلى نفسه وقلبه .
 والموصي : هو أحب الخلق إلى الخالق .
 والليلة : هي أعظم وافضل ليلة في الدّهر . ( ليلة القدر ) .

 ولئن كانت السائلة المسترشدة هي الحبيبة الطاهرة فإن الوصية من الحبيب - صلى الله عليه وسلم -  ستكون هي الأغلى والأعلى والأقوم  .. ثم هو يوصيها بما تستثمر به ليلة هي أفضل ليالي الدهر  وفي نفس الوقت هي ليلة لا تتكرر في العام إلاّ مرة . .
 حينها ستكون الوصيّة التي أوصى بها حبيته - رضي الله عنها - هي أغلى ما يكون في استثمار هذه الليلة المباركة .

 يوصيها بـ ( العفو )  . .
 الذي هو : المسامحة بلا معاتبة ، المسامحة مع الإحسان .
 ( اللهُم إنّكَ عَفُوُّ تُحِبّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنّي ) .

 إنه يعلّمها بهذاالدعاء أن ( الله يحب العفو ) . .
وفي هذا تاكيد على أهميّة تفعيل قيمة خلق ( العفو ) بيننا ، لأنه عمل يحبه الله وفي نفس الوقت هو عمل نستجلب به ( عفو الله ) وإجابة الدعاء .
 فالدعاء وحده لا يكفي حتى يجتمع معه العمل .

 جميل بنا أن ندعوا بهذا الدعاء ونحن نجدّد في حسّنا وشعورنا وسلوكنا روح ( العفو ) و ( التسامح )  مع كل من حولنا . .
 مع زوجاتنا وأزواجنا . .
 مع أبنائنا وبناتنا . .
 مع الأرحام والقرابات . .
 مع الجيران والأصدقاء . .
 مع كل من أخطأ في حقّنا أو أساء إلينا . . 

 بـ ( العفونجمع مع صدق اليقين والثقة بالله ، حسن العمل والقُربة  فيستجيب الله الدعاء . .

 سيما ونحن نعيش خواتيم ( الشهر ) - والأعمال بالخواتيم - وفي نفس الوقت نحن على عتبات فرحة ( العيد ) . . وإنما تتمّ الفرحة وتجمُل بالعفو والتسامح وتصفية النفوس .

في كل ليلة من ليالي العشر ردّدوا في إيمان ويقين ( اللهُم إنّكَ عَفُوُّ تُحِبّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنّي )
 

الكاتب : أ. منير بن فرحان الصالح