عشر إضاءات لفترة  (ملكة) سعيدة
عشر إضاءات لفترة  (ملكة) سعيدة
الملكة هي فترة مابين إبرام عقد النكاح وأجراء حفلة العرس والتي يأخذ بعدها الزوج زوجته إلى مسكنهما , وهو عرف يتبع في بعض دول الخليج ور بما غيرها . ونظراً لأهمية هذه الفترة في نجاح الحياة الزوجية وأثرها في تنمية الحب بين الزوجين ،أحببت أن أذكر بعض الاضاءات التي تنير الدرب للمملكين للنجاح في تحقيق أهداف هذه الفترة و السعادة فيها.
وقد جمعت هذه الإضاءات من الكثير من التجارب الناجحة أو الفاشلة للمملكين والتي وقفت عليها عبر موقع ناصح من خلال الاستشارات الأسرية :
1.    زيادة الوعي بالحياة الزوجية :  لابد للزوجين قبل الدخول في الحياة الزوجية من معرفة بطبيعتها و مسؤولياتها وحقوقها وواجباتها , لأن الجهل يفسد على الزوجين صفاء هذه الأيام بل يفسد الحياة الزوجية بأكملها ويمكن زيادة الوعي بطرق كثيرة كالقراءة وحضور الدورات التدريبية وسؤال أهل الخبرة من أهل الاختصاص والإطلاع على مواقع العلاقات الزوجية في الشبكة العنكبوتية كموقع ناصح .
 
2.    الوعي بأهداف هذه الفترة للعمل على تحقيقها :إن الكثير من ( المملكين ) لا يدري ما ذا يريد سوى تبادل الأحاديث الرومانسية وربما ما وراء الرومانسية أيضاً , ويغفل غايات مهمة ينبغي أن يعمل الزوجان على تحقيقها في هذه الفترة ومنها :
·        التعارف وتحقيق الانسجام .
·        خلق جو من الإلفة والتخفيف من حدة التوجس والخجل .
·        تحديد معالم الحياة الزوجية التي سيخوض الزوجان غمارها بنهاية هذه الفترة.
 
3.    التدرج في الممارسات العاطفية :قد تسمح الظروف للخلوة بالزوجة سواءً جسدياً أو عبر المحادثات الهاتفية والذي ينصح به هنا هو التدرج في التواصل العاطفي لأن الكثير من الأزواج يشعر بالحرج من اندفاع الزوج في طلب التماس بزوجته وربما سبب ذلك ردة فعل عكسية حتى بعد الدخول بالزوجة .
 
4.    الإعتدال في التواصل :قد يحمل الاندفاع العاطفي لأحد الزوجين على الإفراط في طلب التواصل مع الطرف الآخر هاتفياً إلى درجة الاتصالات المتكررة في اليوم الواحد أو إلى ساعات طوال ربما تصل الى طلوع الفجر وبعده, وربما غضب أحدهما عندما يحاول الطرف الثاني الحد من هذا .
 
 
5.    الاهتمام بتبادل المشاعر والعواطف :مما يعزز تنمية الحب بين الزوجين في هذه الفترة بشكل خاص حرص الطرفين على تبادل المشاعر والتعبير عن العواطف كالحب و الإعجاب بشكل متبادل دون أن يكون من طرف دون الطرف الآخر .
 
6.     بذل أسباب الحب والتقارب : هناك بعض الوسائل والأساليب التي تزيد من الحب بين الزوجين ويتأكد الحرص عليها في هذه الفترة  ومنها :الهدية والسؤال عن الطرف الآخر و ...الخ .
 
 
7.    كونا كما أنتما ( كن أنت ) :بعض الأزواج يبالغ في رسم صورة  نفسه ويتمادى في مدحها وإظهارها بحجم أكبر من الواقع بكثير ويصبح الحديث عن النفس أقرب إلى الكذب مما يؤدي إلى نتائج سلبية بعد الدخول في الحياة الزوجية , و يسبب الإحباط الذي قد يقود إلى النفور والزهد بالطرف الآخر , لذا فنصيحتي لكما بأن تكونا كما أنتما ولا يُلبِس أحدكما نفسه لباساً ليس بمقاسه لأنه يشوه الصورة أكثر مما يجملها على المدى البعيد .
 
8.    احترما وجهة النظر الأخرى :لا تتشعبا في طرح القضايا الفرعية ولا تناقشا أدق التفاصيل حتى لا يكثر الخلاف والاختلاف , بل ليكن النقاش عن أساسيات الحياة الزوجية التي يفضلها كل منكما, وعن الصفات الكبرى التي يعجب بها كل واحد في أن يراها في الطرف الآخر . وكونا لطيفين حليمين عند الاختلاف .أعرف بعض الأزواج انفصلا وهما في فترة الملكة نتيجة للنقاشات المتشعبة والخلافات  التي أجزم أنها ليست أساسية بل ولا ثانوية في حياتهما , ولكن سوء التعامل مع المخالف وعدم تقبل سماع الرأي الآخر أوغرت صدريهما فانتهى الأمر الى الطلاق وربما بدأ الخلاف من الاختلاف على لون الأثاث أو تحديد ماركة الغسالة !!.
 
 
9.    حافظا على خصوصيتكما :ما يدور بينكما في هذه الفترة من أسرار لا يجوز إفشاؤها إلى الآخرين كالأخوة والأخوات أو الوالدين أو الأصدقاء , إلا إذا كانت هناك مصلحة شرعية تقتضي ذلك , كما أن خلافاتكما ينبغي أن تحل من خلال حواركما دون إشراك الأهل حتى لا يتسع الخلاف وتعدد وجهات النظر، وعندها يتسع الخرق على الراقع .
 
10.                       أطيعا الله تعالى  : وأهم مما ذكرنا كله، طاعة الله ، فأقبلا على الله تعالى وتقربا إليه فإن القلوب بين إصبعيه يقلبها كيف يشاء ،وهو وحده القادر على التأليف  بينها ،وكم من زوجين ظنا أن سعادتهما تبدأ باختيار الأغاني التي ستصدح في إرجاء صالة العرس و البلد الذي سيقضيان شهر العسل فيه، ولم يباليا بالحرص على أن يبدءا حياتهما الزوجية بالطاعة والبعد عن معصية الله فأتاهما الله من حيث لم يحتسبا وقذف في قلوبهما الشقاق الذي تحول إلى نفور وفراق فانتهى بهما الأمر إلى الطلاق فاستعينا بطاعة الله على تحقيق سعادتكما وفقكما الله وأقر أعينكما بذرية طيبة صالحة وبحياة سعيدة .
الكاتب : د. مازن بن عبدالكريم الفريح