للفتاة .. كيف تختارين شريك حياتك 2 / 3

 الفتاة وشروط الزواج


قضيّة الشروط في الزواج قضية مهمّة وحسّاسة جداً ، واهمية ذلك يدور في كون أن الشروط  هي باب ( اتخاذ الأسباب ) في حسن الاختيار .
 ويجدر التنبيه  مرة أخرى إلى أن ( حسن الاختيار )  يكاد يكون هو ( النقطة المركزيّة )  التي يمكن من خلالها استشراف مستقبل العلاقة بين الطرفين على وجه التقريب .

 ماذا تشترطين في شريك حياتك ؟!

شروط الفتاة في شريك العمر . . يمكن تقسيمها إلى قسمين

  القسم الأول :  الشروط الأساسيّة .
 
وهي الشروط التي لا تقبل التنازل ما لم تكن موجودة في الخاطب .
 وهما شرطان أساسيان عليهما يُؤسّس الاختيار :
 - حسن التديّن .
 - حسن الخُلق .
 وأصل هذا  قول الله تعالى : " وأنكحوا الأيامى منكم والصّألحين من عبادكم وإمائكم "
 فالصلاح ( معرفة وسلوك ) .
 والله تعالى قد قال في أصل كفاءة الناس : " يا أيهاالناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم " .
 والتقوى ( معرفة وسلوك  ) .
 وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه إلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " .
 لاحظي أختي العفيفة ..
 كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا النص اشار إلى أهمية حسن الاختيار وتأسيس الاختيار على أساس متين  ، وان التساهل في تأسيس  الاختيار على أساس متين  يجرّ على الفتاة وربما أهلها ( فتنة وفساداً ) .
 والأساس المتين هنا هو التأسيس على أن الكفاءة بين الزوجين تبدأ من هنا : 
 - حسن التديّن .
 - حسن الخُلق .
والنص علّق الفلاح  بالمفهوم على مجموع الأمرين  لا على  أحدهما .

 كيف يُعرف حسن التديّن في الشاب . ؟

 صفة الاسلام يشترك فيها كل المسلمين  على حدّ سواء ( كاشتراك في الوصف ) .
 لذلك يمكن  أن يكون معيار معرفة ( تديّن ) الخاطب بـ  :
 1 - البعد عن البدع المنكرة  والمذاهب والأفكار الضالة المنحرفة .
 2 - المحافظة على الشعائر الظاهرة سيما ( الصلاة )  فإن النبي صلى الله عليه وسلم جعلها كالهوية للمسلم .
 " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر "
  وهي النور والبركة . " والصلاة نور " .
 3 - السمت والارتياح الإيماني .
 4 - الاستعداد للتغيير والطموح الإيماني .
 5 - العمل التطوعي  ( الاجتماعي ) .
 هذه خمسة معايير يمكن قياسها والسؤال عنها في الخاطب للوقوف ( إلى حدّ التقريب ) على ( حسن التديّن ) عند الشاب الخاطب .

 كيف يُعرف حسن الخُلق في الشاب ؟

 حسن الخلق يُعرف في الإنسان بمعرفة بـ :
 1 - السؤال عن سلوكه واخلاقه  في حالين :
 الحال الأول : حال الرضا  والفرح والهدوء .
 الحال الثاني : حال الغضب .
كيف يكون في حال الرضا  وحال الغضب مع :
 - أبويه .
 - إخوانه وأخواته .
 - جيرانه .
 - من معه في عمله .

 2 - البعد عن المنكرات الاجتماعية الظاهرة والكبائر المنكرة كالإدمان والزنا والعلاقات المحرمة .

 3 - أهم الأخلاق لاتي يجدر  الحرص عليها في الشاب :
 أ  - الأمانة .
 ب - المسؤوليّة .
 جـ - الكرم .
 د  - الصّدق .

 هذه ثلاثة معايير لتقييم  ( حسن الخُلق ) في الخاطب .
 ومما يجدر التنبيه عليه : أن الناس تختلف  في مقاييس ومعايير ( حسن التديّن وحسن الخُلق )  ولذلك جاء النص بقوله : " من ترضون دينه  وخلقه "  ولم يقل : صاحب الدين كذا وكذا وصاحب الخلق كذا وكذا  . قال ( من ترضون ) ليجعل هناك مساحة يتحرّك فيها الناس تبعاً لظروف الواقع والمجتمع . غير أن هناك حدّاً لا يجدر تجاوزه في حسن التديّن وهو ( حد الإسلام والمحافظة على الصلاة )  وحدُّ لا يجحدر تجاوزه في حسن الخُلق وهو ( البعد عن الكبائر الظاهرة والأخلاق المنفّرة كالكذب والبخل  والتفريط وعدم المسؤوليّة ) .

 القسم الثاني من الشروط :   الشروط الاعتباريّة .
 
وهي الشروط التي لا ينبغي تجاهلها والتغافل عنها وعدم اعتبارها والنظر إليها سيما مما يكون له أثر على عامل ( الاستقرار ) في العلاقة بين الطرفين .
 ويندرج تحت هذه الشروط  اعتبار :
 -  الاعتبار الجغرافي  ( الاقليمي ) .
 - الاعتبار الثقافي .
 - الاعتبار المادي .
 - الاعتبار العاطفي .
 - الاعتبار الخَلْقي .
 - الاعتبار النسبي .
 - الاعتبار ( الحسبي والمكانة الاجتماعيّة ) .
 - الاعتبار العُمري .
 - الاعتبار الصحّي .
 - موقف أهل الفتاة .
 - موقف أهل الخاطب .
 هذه ( 11 ) اعتبارا مهماً ينبغي أن تُؤخذ بعين الاعتبار والنّظر ، لكن حظّها من النظر لا ينبغي أن يكون بصورة حدّيّة تطرّفيّة .
 ففيا مساحة للمرونة  والتساهل والتنازل .
 والفرق بين قسمي الشروط  أن الفتاة في الشروط الاعتباريّة يمكنها أن تتحرك بمرونة ( فتتساهل أو تتنازل ) عن بعض شروطها في هذه الاعتبارات تبعاً للمصلحة .  بعكس الشروط الأساسيّة فإن المصلحة في توفّرها .

 لفتات مهمّة للتوازن والموازنة :

 1 - لا يوجد على وجه الأرض إنسان بجسد بشري وروح ( ملائكيّة ) .
      فمهما كان في الرجل من صفات جميلة فهو لا يزال  ( بشراً ) ويحمل  معه رصيداً من العيوب .
 2 - حسن التديّن مع حسن الخُلق الأساس الذي يُؤسّس عليه غيره .
 3 - الاختيار الذي تكثر فيه النقاط المشتركة بين الطرفين  أفضل وأولى .
 فالتشابه بين الطرفين
 3 - الاختيار الذي يحظى بقبول الطرفين  وفي نفس الوقت يحظى برضا  أهالي الطرفين  أفضل من الاختيار الذي يفقد رضا أحد هذه العناصر .
 4 - الاختيار الذي يحظى بموافقة أهلك ورضاهم أسلم لك - غالباً - وأرفق بك .
 5 -  الاختيار الذي لم يسبقه تعلّق عاطفي  أفضل من الاختيار  المحفوف بالتعلّق العاطفي .
 6 - الاختيار  المسبوق بتعلّق عاطفي  وتوفّر فيه أساس حسن الاختيار الارتباط به - ولو بالتنازل أو التساهل في بعض الاعتبارات - أفضل من الارتباط بغيره ولو اشتركت معه في نقاط أكثر منه .
 لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح " .
 وهي ليست دعوى للحب قبل الزواج ، بل هو حل ( علاجي وقائي ) لحادثة ربما قد تحصل . فقد يقع حب بين طرفين  لقرابتهما أو  لجيرة بينهما أو لزمالة في دراسة أو نحو ذلك .
 7 - الفارق العمري المقبول بين الزوجين من ( 3 - 10 سنوات ) من جهة الرجل .
       وهناك حالات يمكن أن يكون الفارق العمري ( كبير ) بين الطرفين ويقبل  لمصالح أخرى .
      ( مثال ) كان تكون فتاة تعيش اضطهاداً في بيتها من أبيها فعاشت محرومة من حنان أبيها ، فقد يتقدم لها من هو أكبر منها بأكثر من عشر سنوات فيكون لافارق هنا مقبول نظراً لواقعها ( النفسي ) لا لواقعها الاجتماعي .. فهي نفسيّاً تحتاج إلى من يحنو عليها ويعوّضها عن حنان الأب ، وهذا مما قد لا يتوفّر فيما لو كان الخاطب قريباً من عمرها .
 8 - المراحل العمريّة بالنسبة للفتاة كالتالي :
 - من البلوغ وحتى ( 18 ) سنة :
كلما حرصت على  كثرة النقاط المشتركة ( بينها وبين الخاطب )  أفضل لها من التعجّل في التنازل أو التساهل عنن بعض شروطها ( الواقعيّة ) .

 -  من بعد ( 18 ) وحتى ( 25 ) سنة
يمكن أن تتنازل عن بعض الشروط  المحببة إليها مع التمسّك ببعض الشروط المعقولة .

 - من بعد ( 25 ) وحتى ( 30 ) سنة
الأنسب لها القناعة في الشروط وعدم الاكثار منها .  الرضى ببعض العيوب في الزوج  والتي لا تتطلب تنازلاً من الفتاة عن بعض حقوقها من مثل الرضى بمن هو أقل منها تعليماً أو تقبل بمعدّد .

 - من بعد الثلاثين  : 
وتخشى على نفسها المعصية  : في حقها المرونة في الشروط ينبغي أن تكون أكبر .  التنازل عن بعض حقوقها الشرعيّة أمر وارد .

 9 - الاختيار الهروبي . يعتبر اختياراً متهوّراً . الفشل إليه أقرب من النجاح .
       الهروبي :  الفتاة التي تبحث عن الزواج فقط للزواج هروباً من واقعها .

 10 - لا تتعجلي في التنازل . وإذا تنازلت فلا تتنازلي إلاّ وأنتِ مدركة لعواقب الأمور وعندك الاستعداد لتحمّل التبعات .

 
 لماذا تتنازل الفتاة ؟!

 ليس بالضرورة أن يكون التنازل عيباً  ، فبعض الفتيات ربما تقسو على نفسها وتتمسّ: ببعض شروطها حتى لا يُعاب عليها أنها تنازلت أو تُعاب أنها ما تنازلت إلاّ لكون ما هي فيه يعتبر عيباً يستحق معه أن تتنازل .
 التنازل  هو ( حل ) لا أكثر من ذلك ..
 الأسباب أو الظروف التي تجعل الفتاة تتنازل  :
 -  أن تخشى على نفسها الفتنة والمعصية .
 - كونها ليست بكراً لأي سبب كان .
 - وجود إعاقة صحيّة .
 - تعيش في بيت متأزّم نفسيّا واجتماعيّاً .
 - أن تكون وحيدة أبويها وليس لهم غيرها .
 - تعمل في وظيفة مختلطة .
 - لا تريد ان تترك عملها .

 فالفتاة التي يكون بها وصف أو صفة أو أي صارف للخطّاب عنها من مثل ما ذُكر
فهذه  لا يشملها التقسيم السابق للمراحل العمريّة   ، بل واقعها : أن تضيف ما بين ( 4 سنوات - 10 سنوات ) - بحسب ما فيها من الصفات أو الصوارف التي تصرف الخطّاب - إلى عمرهاالحقيقي ثم تنظر إلى التقسيم السابق ، فمثلاً : من كان عمرها ( 19 ) عاماً حكمها حكم من كان عمرها ( 23 - 29 ) سنة ، وهكذا .
 

 -----------------------------------------------------------------

 للفتاة .. كيف تختارين شريك الحياة 1 / 3

 http://www.naseh.net/index.php?page=YXJ0aWNsZQ==&op=ZGlzcGxheV9hcnRpY2xlX2RldGFpbHNfdQ==&article_id=Mjk4&lan=YXI=

الكاتب : أ. منير بن فرحان الصالح