حكم الجنس الفموي

 

هل يجوز للزوجة أو الزوج أن يقبل فرج الآخر؟


قد اختلف الفقهاء في ذلك ،فذهبت طائفة إلى جواز التقبيل واللحس والمص وبعضهم أجاز التقبيل دون اللحس وبعضهم كره ذلك كله لما يترتب عليه من ملامسة النجاسات ولأنه تصرف تنفر منه الطباع السليمة .
و مما ذكره المرداوي  رحمه الله قال:
"فائدتان : إحداهما: قال القاضي في الجامع: "يجوز تقبيل فرج المرأة قبل الجماع، ويكره بعده، وذكره عن عطاء.
الثانية: ليس لها استدخال ذكر زوجها وهو نائم بلا إذنه، ولها لمسه وتقبيله بشهوة، وجزم به في الرعاية، وتبعه في الفروع، وصرح به ابن عقيل وقال: لأنّ الزوج يملك العقد وحبسها.."
وكذلك  ما نقله القرطبي في تفسيره [ 1 ] عن أصبغ المالكي أنّه قال: "يجوز له  (أي الزوج)أن يلحسه (اي فرج زوجته)بلسانه) [2]

وقد كره هذه الأمور طائفة من أهل العلم  للأسباب التالية:

أولا:إنّ اللسان محل الذكر ينبغي أن يُصان من المواضع التي يخرج منها البول والمذي والودي.

ثانيا:إنّنا مأمورون بمجانبة النجاسات، ولا يخفى أنّه في حال مباشرة هذا العمل قد لا يسع التحرز من المذي وهو ماء أبيض لزج رقيق يخرج عند المداعبة أو تذكر الجماع أو إرادته، وقد لا يشعر الإنسان بخروجه، وهو من النجاسات التي يشقّ الاحتراز منها، الأمر الذي لا يبعد أن يخالط الريق حال مباشرة هذا الفعل.

ثالثا:قد تتعلق بمحل التقبيل أشياء قذرة أو لها رائحة قذرة أو يتعلق بفرجه علّة، فإن لم تكن عرضة للأمراض فإنّ هذا الفعل مكروه بالطبع تستقذره النفوس السليمة.
رابعا:وقد يحصل كثيرا العدول عن الاستمتاع بالجماع في الفرج الذي هو محلّ الحرث ومصدر النسل والذرية بسبب التلذذ بهذه الكيفية.) [3]

ومما ينبغي أن يذكر هنا وله أثر في الترجيح بل وربما التحريم لمباشرة الأعضاء باللسان هو هل لما يسمى في الأوساط الطبية ب (الجنس الفموي) أضرار صحية على الزوجين ؟ فقد ذكرت العديد من الدراسات العلمية بأن( ممارسة هذا النوع من المعاشرة ممارسة غير آمنة ) [4]
(ومن أشهر الأمراض التي يمكن أن  تنتقل عبر هذا النوع من الممارسة : مرض الهيربس (herpes) ،والسيلان والتهاب الكبد بالإضافة إلى انتقال الايدز وإن كان انتقاله عبر الفم أقل من انتقاله عبر المعاشرة بالفرجين) [5] .

قلت : و مما لابد من الإشارة إليه أن كثرة السؤال حول هذه الممارسة نتيجة للانفتاح على العالم الغربي الذي ربما يلجأ إلى مثل هذه الممارسات للتفسخ الأخلاقي والتعري البهيمي الذي أورثهم البرود الجنسي فإن الغربيين اليوم وبسبب هذا الانحلال  يحتاجون باستمرار إلى محرك ومثير مثل التفرج على الأفلام الجنسية والشذوذ الجنسي و"الفياجرا"وتقبيل الأعضاء التناسلية وغير ذلك مما لا نحتاج إليه نحن عادة في البلاد العربية والإسلامية التي تقل فيها الخلاعة ويكثر فيها الستر.إن الواحد منا إذا كان لا يرى المرأة في الكثير من الأحيان إلا منقبة أو محجبة فإنه يثار بأي شيء يظهر من جسدها مهما كان بسيطا,أما الذي يكاد يرى من المرأة في كل وقت كل الجسد فإنه يحتاج إلى زيادة مثيرات حلت أو حرمت,فطرية أو شاذة,بسيطة أم مكلفة.[6]

 --------------------------------------------------------------------------------

[1] القرطبي ، الجامع لأحكام القرآن ،  (12/232)
[2] المرداوي ،الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الإمام أحمد، 8/33
[3] محمد على فركوس ،موقع الشيخ الرسمي على  شبكة الانترنت
[4] مركز معلومات مرض الايدز على الشبكة العنكبوتية
[5] المرجع السابق.
[6] انظر الموسوعة الجنسية على موقع http://remitabd.maktoobblog.com/

الكاتب : د. مازن بن عبدالكريم الفريح