أمي .. ماذا أفعل ؟!

 

 
من أصعب الأسئلة التي يمكن ان تواجهك في يومك عندما يأتي إليك ابنك وقد أدى بسرعة خارقة كل مهامه وواجباته المدرسية وجميع التزاماته في الحياة.. ليقول لك بابتسامة صفراء: ماما.. لقد انتهيت من كل شيء.. هل تسمحين لي بأن ألعب الـ Minecraft الآن؟؟
 
لا أدري ان كنتِ تشاركينني هذا الشعور.. ولكن مما يثير حنقي وغيظي عندما ينتشر ابنائي في المنزل.. ليتجمدوا كالمومياوات امام شاشة كمبيوتر أو تلفاز أو بلايستيشن أو أيفون..ولا أراهم مجتمعين إلا عندما أدعوهم الى مائدة الطعام!! مشهد سخيف.. ولكنه للأسف واقع الكثير من بيوتنا هذا اليوم!!
 
أنا لستُ ضد التكنولوجيا.. ومنعها أو حرمانها تماماً من البيت… ولكنني ضد سماح أبنائك بالإدمان عليها.. واستخدامها لساعات دون توقف ودون حصول أدنى فائدة تذكر!! وإنني أعتبر أن أكبر تحد يمكن ان يواجهه الوالدان في عصرنا هذا هو تعبئة فراغ ابنائهم وبناتهم “باستمرار” فيما هو مفيد ونافع بعيداً عن سيطرة الالكترونيات المعاصرة. والتحدي الأكبر في نظري.. هو جعلهم ابناء فاعلين منتجين.. يبحثون عما يمكن ان ينجزوه ويضيفوه الى مجتمعهم.. وليس العكس. إن من السهل تعبئة فراغ ابنائنا في الاجازات الطويلة.. عبر زجهم في برامج وأنشطة ودورات صيفية مخصصة لهم.. لكن خلال الأيام العادية.. أيام المدرسة.. وهي معظم أيام السنة..  يصبح التحدي كبيراً.. والعبء شبه يومي.. لأن عليكِ ملاحقتهم باستمرار.. لإيجاد البدائل والطرق والأعذار التي تبعدهم عن إدمان تلك الأجهزة وتضييع أعمارهم فيها.. وأنا أعني الجملة السابقة حرفياً!
 
بالصدفة.. أثناء اتصال ابنتي وأنا بالخارج.. لتسألني السؤال المتعب إياه.. تفتق ذهني عن فكرة جميلة.. سارعتُ بتطبيقها معها من خلال الهاتف.. ثم طبقتها مع بقية أبنائي.. ولا يمكن أن أصف لك حجم السعادة والراحة النفسية اللتين أعيشهما، لأنني تخلصت من عناء التفكير فيما يجب وما لا يجب عليهم القيام به بعد الان.. وأنا على يقين.. أن تطبيقك لنفس الفكرة البسيطة.. سيوفر عليكِ الكثير من الجدالات مع أبنائك.. ويبقي تركيزك على ما هو أهم: الإنتاجية!
 
الفكرة ببساطة هي أن تطلبي من ابنتك (أو ابنك) إحضار ورقة، وتقسيمها إلى عمودين، يكتب أعلى العمود الأول: الأعمال التي أفخر بها. وأعلى العمود الآخر: المكافآت التي أستحقها. في العمود الأول أطلبي منه كتابة من ٨ إلى ١٠ أنشطة (أو أكثر) ، تحمل ٣ شروط:
 
1 - أنها تشعره “بالفخر”
2 - أنها “تستغرق” من نصف ساعة إلى ساعة كاملة
3 - أن يكون لها “ناتج” نهائي يخرج به
من أمثلة ما كتبته ابنتي: كتابة قصة، خبز كيكة، العناية بأختها الصغيرة، القيام برياضة على جهاز Wii Fit، الرسم، ترتيب غرفتها.. الخ.
 
في العمود الآخر، اطلبي منها كتابة كل المكافآت التي ترى أنها تستحقها “بعد” القيام بنشاط من العمود الأول. من أمثلة المكافآت التي اختارتها ابنتي: تناول الكورن فليكس، اللعب بالأيباد، الذهاب الى البقالة..الخ.
 
طبعا المكافآت أيضا تحمل ٣ شروط:
 
1 - أن تكون”بعد” القيام بنشاط من العمود الأول (هذه مهمة جداً، وإلا لن يجدي الأمر من الأساس)
2 - أنها “تستغرق” نفس القدر الذي استغرقه العمل الإنتاجي (بمعنى أنه اذا قام بنشاط بسيط وسريع، فيحق له مكافأة بنفس القدر والسرعة، فسيكون بذلك أحرص على قضاء وقت اكثر في نشاطه وانتاجيته :) )
3 - أن له حق استخدام كل مكافأة “مرة واحدة” في اليوم الواحد!
 
في المرة القادمة عندما يكون لدى ابنك او ابنتك وقت فراغ، لا يدري ماذا يفعل، أو يريد استخدام إحدى الأجهزة التي يدمن عليها، اطلبي منه ببساطة ان يختار القيام بنشاط من العمود الأول، وبعدها يمكنه الاختيار من إحدى المكافآت التي يستحقها في العمود الثاني.
 
هكذا ببساطة تتركين لابنائك الخيار فيما يعملونه وفق شروطك، وتحصرين استخدامهم للاجهزة كمكافأة لقيامهم بتلك الاعمال، وأخيراً وهو الأهم: انهم يشقون طريقهم نحو الانجاز والانتاج بشكل غير مباشر، بأعمال تدعوهم للفخر بأنفسهم.. وفخرك أنتِ بهم :)
 
 م / ن : مددونة استروجينات 

الكاتب : أ. خلود الغفري
 16-02-2015  |  4468 مشاهدة

مواضيع اخرى ضمن  التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني