أسرتي .. ووسائل التواصل التقنية !

 

 مشهد . . 
  قالت له : أرجوك يا بو حمد لا تُدخل أصدقائك غرفة نومي !
 اندهش ابو حمد من كلام زوجته فرد عليها : ومن متى أصدقائي  يدخلون غرفة نومي !!
قالت له : إنت من يوم تدخل البيت على غرفة النوم وماسك في جهازك  تتواصل مع اصدقائك على تويتر و ( واتساب )  ثم لا تشعر باي شيء يحدث حولك!!
 حسّ فينا الله يخليك .. نحن بجوارك !
 
 قربت وسائل الاتصال الحديثة بين الأشخاص المتباعدين جغرافيا، وجعلت العالم يبدو بحق كقرية صغيرة من حيث سهولة التواصل وتبادل المعلومات والخبرات، وإن كانت هذه القرية الصغيرة اتصالاً، لاتزال عالمًا متنائيًا متنافرًا أفكارًا وقيمًا.
 
المفارقة المدهشة في ثورة الاتصالات أنها قربت المتباعدين وأبعدت المتقاربين، فالمرء يتواصل بانسيابية واستمتاع مع أشخاص من أقاصي الأرض، ويخصص لذلك أوقاتًا غالية، ولكنه يستثقل أن يمر على أمه للاطمئنان عليها، أو أن يمنح أبناءه ساعة من نهار يتعارفون خلالها، أو أن يفارق مقعده ليتنزه مع زوجته وأهل بيته  !
 
 والمرأة كذلك لها عشرات الصديقات من كل أنحاء الأرض ، وتبدع في بناء جسور من التواصل والودّ معهنّ على اختلاف أمزجتهنّ وثقافاتهنّ .. غير أنها  تستثقل وتتعيجز عن أن تمدّ جسراً من الودّ والتواصل بينها وبين زوجها ، أو بينها وبين أهل زوجها أو حتى مع أبنائها !
 
  أخطر مشكلات التقنية الحديثة على الأسرة : 
 1 - ظهور ما يسمّى بـ ( أرامل الانتر نت ) .
 وهذه نتاج إدمان أحد الزوجين للإنترنت، وافتتانه بمواقع الرذيلة، فهذا الأمر : 
 - لا يضرب الثقة الزوجية في مقتل وحسب .
 - وإنما يغير طبيعة التفكير والإحساس، ويجعل الرغبة الطبيعية توجد في ظروف خاصة .
 - ولا يعد للمؤثرات العادية بين الزوجين أي قوة تذكر.
فالرجل المفتون بالمواقع الإباحية يزهد في زوجته، وتصبح الرغبة عنده مشفرة، ولا يفكها سوى جو العزلة والسرية والإلكترونية الذي توفره غرف الدردشة، والمواقع المشبوهة.
 
 2 - التخبيب الالكتروني .
 جاء في الحديث عن النبي صلىالله عليه وسلم أنه قال : " ليس منَّا من حلف بالأمانةِ ومن خبَّب على امرئٍ زوجتَه أو مملوكَه فليس منَّا " .
 والتخبيب معناه : إفساد الزوجة على زوجها .
 هناك زوجات  عشن مع أزواجهنّ أطيب حياة  ، فلما دخلت عليهمّ هذه التنقية  صارت تنظر لزوجها على أنه لا يشبع غريزتها ولا عاطفتها ، لأنها وجدت من يُشبع عاطفتها وغريزتها الكترونيا .
 صارت تقرأ مصطلحات ( نشوة ) و ( رعشة ) .. ووصارت تنتظر أن تصل لهذه المرحلة مع زوجها  ومن قبل كانت ( راضية ) مستمتعة .
 ومن هذا نشأت ظاهرة كذب الزوجات على أزواجهن، واعتقادهن أنهن يلاقين اهتماماً أكبر من أصدقاء الإنترنت
 
 3 - عزلة الاطفال عن الوالدين تربويّاً .
 التربية في زماننا أصبحت تربية في نطاق مكشوف مفتوح .
 الأطفال اليوم يعانون من بُعد عاطفي بينهم وبين أبائهم وأمهاتهم . ولذلك يسهل جداً استغلال الأطفال ( لا أخلاقيا ) من خلال الشبكة أو الأجهز الذكيّة .
 أصبح هناك انفصام بين ( التوجيهات القيمية ) من الوالدين للأبناء ، وبين ( القدوة ) . فالطفل يسمع أبوه ينصح ، لكنه يراه يدمن الانترنت ويدمن مواقع أو تواصل غير أخلاقي على هذه الشبكة .
 
 4 - الاتكاليّة ، والهروب من المسؤولية .
 سواء ً بين الرجال والنساء كدورهما ( زوجان ) أو ( أبوين ) .
 فالأب مشغول والأم مشغولة . . 
 الزوج يوكل مهام بيته واسرته للسواق أو للأقارب .
 والأم قد توكل مهام التربية للخادمة لتنشغل هي بالتواصل !
 
 5 - الاستهلاك المادي لميزانية الأسرة .
 قيمة أجهزة الجوال .
 قيمة أجهزة الحواسيب .
 قيمة خدمات الاتصال بالشبكة .
 
 التقينة اصبحت تشكّل عبئا ماديّاً على ميزانية الأسرة بشكل ملحوظ . 
 
 6 - تشتيت البيوت وهدم الأسرة بالخرافة والشعوذة والدجل .
 في الدعم الأسري تصل حالاتً لزوجات تواصلن مع ( مشعوذين ) أو ( دجّالين ) فقط ليؤدبواأزواجهم .. أو ليكسبوا ودّ قلوبهم ..
 فأصبح الواحد يخسر دينه وعقيدته من خلال هذه التقنية بالتواصل مع مشعوذين ، والقيام بسلوكيات مشينة لا يقبلهاالدين ولا العقل .
 
 الحلول : 
 
 خبر : 
انطلقت أسرة كندية إلى عالم الشهرة بعد أن تبنت فكرة مبتكرة، حيث منعت في منزلها جميع وسائل التقنية التي صنعت بعد عام 1986 من أجل تشجيع طفليهما على اللعب خارج المنزل.
 
ويخطط بلير ماكميلان /27 عاما/ وزوجته مورجان /27 عاما/ وطفليهما تيري /عامين/ ودينتون /5 أعوام/ للعيش وكأنهم في عام 1986 لمدة سنة على الأقل.
 
وقال ماكميلان لصحيفة "مورنينغ إديشن" : "لا هواتف نقالة، لا أجهزة كمبيوتر، لا إنترنت". وأضاف: "لقد اعتدت على اللعب في الخارج (في صغري) ولاحظت مدى اختلاف أطفالي عني".
 
 من الحلول : 
 1 - تغذية مبدأ الرقابة الذاتية من خلال الحزم في الاهتمام بـ : 
 - الصلاة على وقتها دون تأخير .
 فالتزام الصلاة يخفف ويقلل بشكل كبير اتّباع الشهوات ، ويكون مثل صمّام الأمان .
 قال تعالى : " فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا " فلاحظ كيف ربط بين التفريط في الصلاة وبين اتباع الشهوات .
 - أن يهتم الزوجان وأفراد الأسرة أن يكون لهم في اليوم جلسة لقراءة القرآن .
 ( الورد القرآني اليومي ) مهم في صناعة الرقابة الذاتية عند الشخص نفسه وعند الأبناء .
 
 2 - ضبط الوقت .
 أن يحدد وقتاً معيناً لاستخدام  التواصل أو الأجهزة التنقية  ، ويكون هناك جهاز ( كنترول )  يضبط الجميع ابتداء وانتهاء  .
 
 3 - الأماكن المفتوحة لا الأماكن المغلقة .
 أن يكون في البيت مكان عام للجميع مخصص لاستخدام الشبكة العنكبوتية أو التواصل مع الآخرين . والحدّ من قضية العزلة والانطواء في استخدام هذه التقنية .
 
 4 - ضبط اللقاءات العائلية والأسريّة . 
 بمنع استخدام التواصل عن طريق الأجهزة ما دام الجميع في المجلس أو الاجتماع العائلي .
 
 5 - تكوين المجموعات العائلية ( القروبات ) .
 وتضبط من خلال القائد في ضبط التواصل عبر هذه المجموعات بما يفيد .
 
 6 - تعويد الأبناء على القيام ببحوث أو القراءة في بحوث ودراسات تخصّ اثر التقنيات على العلاقات الأسرية  . فالتثقيف جزء مهم في الحل .

الكاتب : أ. منير بن فرحان الصالح
 14-11-2013  |  5764 مشاهدة

مواضيع اخرى ضمن  مقالات ودراسات


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني