حرام . . طلاق !

قال لي : سافرت مرّة لزيارة بعض أقاربي ..
كنت سعيداً بزيارتهم وكانوا سعداء جداً بزيارتي لهم . .
وعندما هممت بمغادرتهم . . أحد الأطفال لم يتجاوز عمره الخامسة . . أصرّ علي أن أجلس وكان يحلف ببراءة ويرفع صوته ( حرام طلاق ما تروح ) !!
لم أتمالك نفسي من ( الضحك ) . .
فقلت له مداعباً . . ( انت متزوج ) ؟!
قال : لا . لكن أبوية متزوج :)
قلت له : أجل تقول ( حرام طلاق ) يعني تطلّق من ..!!
ضحك الطفل وهو لا يزال يُصرّ علي أن أجلس عندهم !
انتهى المشهد ها هنا !

لكن . . من المؤسف جداً أن تكون الثقافة السائدة في مجتمع ما ( عدم أو قلّة تعظيم شريعة الطلاق ) !
فتجد أحدهم ( يطلّق ) لمجرّد ( عزومة عشاء ) !
وبعضهم ربما ( طلّق ) لمجرد من يدخل من ( الباب أولاً ) !!

أدرك تماماً أن ( الكثير ) ممن يحلف بالطلاق يحب ( زوجته ) و يحب ( أسرته ) .. وهو ربما لا يقصد ( حقيقة الطلاق ) ..
لكن . . لماذا نورّث هذه الثقافة لأبنائنا !
فتضعف في قلوبهم ( تعظيم شعائر الله ) ، والله تعالى يقول : " ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب " .

قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :
وهنا مسألة يجب أن يُتفطن لها ... وهي أن بعض السفهاء إذا نزل به ضيف، طلق الضيف أن لا يذبح له ... فيقول صاحب البيت: وأنا علي الطلاق أن أذبح لك، وهذا خطأ عظيم، قال النبي عليه الصلاة والسلام: (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت) أما الطلاق فلا، ماذنب المرأة حتى تطلقها؟! وهو من الخطأ العظيم.
وأقول لكم: إن المفتين اليوم -وأنا منهم- نفتي بأن الإنسان إذا أراد بذلك التهديد أو التأكيد فإنه لا طلاق، وعليه كفارة يمين، يعني أن حكمه حكم اليمين، ولكني أقول لكم: إن أكثر أهل العلم، ومنهم أصحاب المذاهب الأربعة على أن هذا طلاق، وعلى أنه إذا لم يفِ بما قال طلقت امرأته، فالمسألة خطيرة، لا تظنوا أن الناس إذا أفتوا بالأمر السهل أن المسألة سهلة، بل هي خطيرة جداً . أ. هـ - شرح رياض الصالحين - 610/2