أسعدْ تُسعد!! (تجارب للمتزوجين فقط)

 

أسعدْ تُسعد!! (تجارب للمتزوجين فقط)
خرجت من عملي وأنا أحمل همومه التي لا تنتهي ومشكلاته التي لا تنقضي وشعرت بالضيق حتى كأنني أتنفس من ثقب إبره وكلما أرسلت فكري في مشاغلي كلما أزددت ضيقاً وكآبة , وبينما إنا في طريقي أتأمل في أحدث اليوم ومشاغله،  إذ لفت نظري محل لبيع الهدايا , فوقفت عنده وقررت ان اشتري هدية لزوجتي لتكون مفاجأة ادخل السرور بها إلى قلبها , ومجرد أني بدأت باختيار الهدية المناسبة شعرت بسعادة تغير بها مزاجي المتعكر بعد يوم شاق من العمل وما أن رأيت سعادة زوجتي وأنا أقدم لها الهدية حتى ازدادت سعادتي أنا أيضا وشعرت بالرضا ...وتساءلت في نفسي هل يمكن أن يكون إسعاد الآخرين وسيلة وطريق لسعادة النفس ؟ هذا ما اكتشفته من خلال حياتي الزوجية فكلما رسمت البسمة على شفاه من حولي شعرت بالسعادة تغمر قلبي وتسري جوانحي مهما كنت أشعر بالضيق. وقد كنت كلما تثاقلت عن عمل أدخل فيه السرور على من حولي تذكرت قول النبي صلى الله علية وسلم : (أحب الناس إلى الله انفعهم -يعنى للناس- وأحب الأعمال إلي الله عز وجل سرور تدخله علي مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضى عنه دينا أو تطرد عنه جوعا0ولان امشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن اعتكف في المسجد  -يعني النبوي - شهرا, صحيح الجامع ).
إنك ستشعر بالسعادة عندما ترسم الابتسامة على شفاه من حولك وستشعر بنشوة الإنجاز الذي حققته في إسعاد الآخرين , يقول الشاعر الألماني راينر ريلكه (السعادة شعور مذهل يملؤك عندما تدخل السرور إلى قلوب الآخرين ).
ووسائل إدخال السرور الى قلوب من حولنا  متعددة ومختلفة تعتمد على الأشخاص والأماكن والمناسبات ،وليست بالضرورة أن تكون مادية غالية الثمن فأحيانا الكلمات الصادقة المعبرة التي تنبعث من القلب أكثر أثراً وأعظم إسعاداً للآخرين من الهدايا المادية المغلفة التي لا تحمل معها أي عاطفة تذكر . فرسالة تعبر بها عن حبك لزوجتك ربما تصنع من السعادة في قلبها مالا تصنعه الهدية ذات الآلاف !! ولمسة حانية في موقف ضعف أو مرض يمكن أن يداوي ما أصابها أكثر من دواء الطبيب.وفي أحدث الدراسات التي أجريت على بعض المتزوجين المرضى خرجت الدراسة إلى أن قرب الزوج من زوجته واحتضانه لها يعجل من شفائها .
إن السعادة قريبة منا ولكن الكثير منا لا يشعر بها ، بل ربما أعرض عنها كلما أقلبت إليه قال قاسم الأمين : ( إن السعادة كرة نركلها بأقدامنا عندما نقترب منها ونعدو وراءها عندما تبتعد عنا ). فسعادتنا في متناولنا وأقصر طريق إليها إسعاد الآخرين.
ومن أروع ما قرأت من القصص – وللأسف لا أعرف  كاتبها- مما له دلالة على سعادة النفس بإسعاد الآخرين (في احد المستشفيات كان هناك مريضان عجوزين في غرفة واحدة ،وكلاهما معه مرض عضال أحدهما كان مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدة ساعة واحدة يومياً بعد العصر ، ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة ، أما الآخر فكان عليه ان يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت . كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام ، دون ان يرى احدهما الاخر ، لأن كلاً منهما كان مستلقياً على ظهره ناظراً الى السقف .تحدثا عن اهليهما ، وعن بيتيهما ، وعن حياتهما ، وعن كل شئ . وفي كل يوم بعد العصر كان الاول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب وينظر في النافذة ، ويصف لصاحبه العالم الخارجي . وكان الآخر ينتظر هذة الساعة كما ينتظرها الأول ، لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج . ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط .
والأولاد صنعوا زوراق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء . وهنال رجل يؤجر المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها قي البحيرة . والنساء قد ادخلت كل منهن ذراعها في ذراع زوجها ، والجميع يتمشى حول حافة البحيرة .
وهناك آخرون جلسوا في ظلال الاشجار او بجانب الزهور ذات الألوان الجذابة . ومنظر السماء كان بديعاً يسر الناظرين . وفيما يقوم الأول بعملية الوصف هذة ينصت الآخر في ذهول لهذا الوصف الدقيق الرائع . ثم يغمض عينيه ويبدا في تصور ذلك المنظر البديع خارج المستشفى .
وفي احد الأيام وصف له عرضاً عسكرياً . ورغم أنه لم يسمع عزف الفرقة الموسيقية الا انه يراها بعيني عقله من خلال وصف صاحبه لها . ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه .
وفي احد الأيام جاءت الممرضة صباحاً لخدمتهما كعادتها ، فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال الليل . ولم يعلم الآخر بوفاته الا من خلال حديث الممرضة عبر الهاتف وهي تطلب المساعدة لإخراجه من الغرفة .
فحزن صاحبه اشد الحزن . وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة ان تنقل سريره الى جانب النافذة .
ولما لم يكن هناك مانع فقد أجابت طلبه . ولما حانت ساعة بعد العصر وتذكر الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبه انتحب لفقده . ولكنه قرر ان يحاول الجلوس ليعوض ما فاته في هذة الساعة . وتحامل على نفسه وهو يتألم ، ورفع راسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه ، ثم اتكأ على احد مرفقيه وأدار وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر العالم الخارجي .
وهنا كانت المفاجأه !! لم يرى أمامه الا جدار اصم من جدران المستشفى ، فقد كانت النافذة على ساحة داخلية .
نادى الممرضة وسألها أن كانت هذة هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من خلالها ، فأجابت أنها هي !!!
فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة . ثم سألته عن سبب تعجبه ، فقص عليها ماكان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له . كان تعجب الممرضة اكبر ، إذ قالت له : ولكن المتوفى كان أعمى ، ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الأصم !!!!!!!!! .
ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لاتصاب باليأس فتتمنى الموت .
الست تسعد إذا جعلت الآخرين سعداء ؟ إذا جعلت الناس سعداء فستتضاعف سعادتك ، ولكن إذا وزعت الأسى عليهم فسيزداد حزنك . فهل ستجعلهم يشعرون بالسعادة أم غير ذلك . وليكن شعارنا جميعاً وصية الله تعالى التي وردت في القرآن الكريم : " وقولوا للناس حسنا")
 
تنبيه :إذا كانت عندك تجربة في حياتك الزوجية فلا تتردد في كتابنها وإرسالها على بريد الموقع أو ضعها في تعليق على هذا الموضوع وسنتولى نشرها .

الكاتب : د. مازن بن عبدالكريم الفريح
 22-09-2010  |  10029 مشاهدة

مواضيع اخرى ضمن  العلاقات النفسية والعاطفية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني