قصّة اصحاب الجنة

 

 

 

الكلمة معناها
ليصرمنّها الصرم فيه معنى  الحصد وخزن الثمار يعني يحصدونها ويخزنونها ولا يعطون الفقراء منها شيئا .
كالصريم

كالرّماد الأسود

حرد قادرين يعني في سرعة وغضب ظانين أنهم يقدرون على حرمان الاخرين .

 أحداث القصّة :

 يقصّ لنا القرآن : أن رجلاً أنعم الله عليه بجنّة فيها من الزروع والثمار والأعناب الشيء الكثير  ، وقد وهب الله هذا الرجل أبناء  ، وكان الأبناء يرون أباهم حين يدخل الجنّة ويحصد ثمارها أنه يعطي الفقراء والمساكين من هذا الحصاد ، وكان سعيداً  بما يصنع .
 فلما مات الرجل ورث الأبناء هذه الجنة من أبيهم فتعاهدوا فيما بينهم وأقسموا أن لا يعطوا الفقراء من حصادها ، وكان أحدهم ينكر عليهم هذا الصّنيع وهذه الفكرة لكن ما لبث أن شاركهم صنيعهم وفعلتهم .
 فناموا تلك الليلة  ، فأرسل الله على هذه الجنّة الهلاك حتى تدمّر الزرع وأصبح رماداً أسوداً  ، فلما طلع الصباح  خرج الفتيان  بخفة واختفاء وهم يتواصون فيما بينهم مسرعين إلى جنتهم حتى لا يراهم الفقراء والمساكين وهم يحصدون ثمار الجنّة .
 فلمّا وصلوا إلى جنّتهم رأوها خراباً .. فظنوا أنهم دخلوا أرضا غير أرضهم !
 وبعد ما تأمّلوا المكان عرفوا أنها أرضهم وأن الله قد ابتلاهم بهلاك زروعهم ، وبدأ بعضهم يلوم بعضاً فقال أعقلهم الذي نصحهم أول مره ( ألم أقل لكم لولا تسبّحون ) يعني : تعظّمون الله في سرّكم وتنزّهونه مما كنتم تبيّـتون فعله بالفقراء وظنّكم أنكم قادرين على حرمان المساكين من فضل الله ونعمته ؟!
 فانقلب الحرمان عليهم  كلهم ولم ينتفع الأخ الذي ناصحهم بنصيحته الأولى لأنه ناصحهم وشاركهم فعلتهم فوقع عليه من الحرمان كما وقع على إخوانه .
 فلمّا رأوا هذا البلاء علموا أنه لن ينجيهم من هذا البلاء إلاّ التوبة والاستغفار ، فرجعوا إلى الله تائبين نادمين على ما فعلوا وبيّتوا فكان الجزاء أن بدّلهم الله بجنّة خيرا من جنتهم  لمّا تابوا وأدّوا شكر النعمة ببذلها فيما يحبه الله .

  القيم في قصّة أصحاب الجنة .

 1 -  أن النوايا الجازمة التي يصحبها العمل تقع عاقبتها من خير أو الشر ولو لم يتمّ العمل على حسب ما هو مقصود .
 2 - التردد في القرار والمشاركة مع أهل السوء يورث المشاركة في العقوبة .
 3- أن من أسباب دوام النعمة وزيادتها شكرها .
 4 - علامة شكر النعمة هو استخدامها في ما يحبه الله ويرضاه .
 5 - أن الواجب إذا حصل البلاء أن يفزع المرء إلى التوبة مع دوام التسبيح لله .
 6 - سعة رحمة الله وفضله على التائب .
 7 - كيف تختار صديقك . ومن الصّديق الذي تختاره لابنك .
 8 - مشاركة الفقراء والضعافء من أعظم أسباب سعة الرّزق .

 مهارات تطبيق القصة :

 1 - النوايا هي دوافع السلوك .
 راقب نواياك ، وإذا راودتك فكرة سلبيّة فلا تدم التفكير فيها ، لأن إدامة التفكير في فكرة يوسّع مساحتها .
 
 2 - أكتب ما هي أهم النّعم التي ميّزك الله بها عمن حولك .
  - بصّر أبناءك وأطفالك بأهم النعم التي أعطاهم الله إيّاها وشاركهم في ابتكار الأفكار لشكر هذه النعم بحسن استخدامها في ما يحبه الله .
 مثال :
 نعمة البصر ..
 علّمه كيف يشكر هذه النعمة :
 - بالقول ( اللهم لك الحمد والشكر )
 - وبالعمل : في استخدامها فيما يرضي الله  ، وعدم استخدامها في ما يبغضه الله .
 نعمة المال ..
 نعمة الذّكاء ..
 
 3 - أكثر من التسبيح لله تعالى  كل صباح ومساء .
  - علّم أبناءك واهل بيتك معنى التسبيح . الذي غايته تنزيه الله تعالى وتعظيمه .
 فالسماوات تسبّح والأرضين تسبّح والطير تسبح " وإن من شيء إلاّ يسبح بحمده "
 علّم أهل بيتك المواطن التي يتأكّد فيها التسبيح :
 أ - عند كل صباح ومساء .
 " من قال حين يصبح سبحان الله وبحمده 100 مرة حطت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر " .
 ب -  عند الوقوع في الذنب أو الخطأ .
 " قال أوسطهم لولا تسبّحون "
ج - عند حصول النّعم وتجددها ، وعند النجاح والتميّز .
 " إذا جاء نصر الله والفتح . ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً . فسبّح بحمد ربك واستغفره إنه كان توّاباً "

 4 - راجع نفسك في اختيار صداقاتك
 ولا تختر من الأصحاب الا الذي إذا دللته على الخير استجاب لك وشجّعك . وعلّم أبناءك كيف يختارون أصدقاءهم ، وما هي معايير اختيار الصديق الصالح .

 معايير اختيار الصّديق ثلاثة :

 الأول : حسن التديّن . وعلامته :
 أ  - المحافظة على الشعائر الظاهرة - وأهمها الصلاة - .
 ب - تعظيم الحرمات .
 ج - البر بالوالدين .

 الثاني : حسن الخُلق . وعلامته :
 أ - الحياء .
 ب - الأمانة .
 ج - طيب اللسان .

 الثالث : الإيجابيّة . وعلامتها :
 أ - النصوح .
 ب - المنافس على الخير .
 ج - المتميّز في تحصيله العلمي والعملي .

 5 - عندما يتبين لك طريق الصواب فلا تتردد في سلوكه .
 التردد  عند اتخاذ القرار الصحيح :
 - يشتت ذهنك ويفتح مجالاً لوسوسة الشيطان .
 - يضعف الهمّة والعزيمة .
 - الشعور بالانهزاميّة .

 6 - تلمّس حاجات الفقراء  .
 وعلّم أهلك وأبناءك كيف يتلمّسون حاجات الفقراء وكيف يشاركونهم في تخفيف الآمهم . وعلّمهم أن مساعدة الفقراء والبذل لهم من أعظم أسباب حصول الرزق والسعة فيه . وأن منع الفقراء واحتقارهم من أعظم أسباب حصول الهلكة وضيق الرّزق .
فعن مصعب بن سعد قال رأى سعد رضي الله عنه أن له فضلا على من دونه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم " .
 - تعويد الأبناء على أن يقتطعوا من مصروفهم اليومي شيئا للفقراء .
 - عمل صندوق في مكان عام من البيت يجمع فيه أهل البيت مبلغاً من المال ليصرفوه علىلافقراء .
 - تعليم الطفل كيف يشارك أطفال الفقراء في التبرع لهم بالألعاب .

 
 استفتاء :

 - ما هي معايير اختيار الصّديق  ( للآباء والأمهات للشباب وللنشء ) .
 - اهم ثلاثة صفات تتمناها في صديقك ؟! تتمناها في صديق ابنك / ابنتك .
 - ما هي النعمة التي تشعر أن الله ميّزك بها عن غيرك . وكيف تعاملت معها ؟!

 

 

الكاتب : أ. منير بن فرحان الصالح
 09-07-2010  |  8885 مشاهدة

مواضيع اخرى ضمن  التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني