بين أمي وزوجتي !

 

بين أمي وزوجتي !

يصعب على بعض الأزواج الموازنة بين بره بوالدته وقيامه بحق زوجته , لا سيما إذا كانت الغيرة قد أشعلت الحرب بين الطرفين , وهناك من الأزواج من يكون سببا ً في إذكاء هذه الحرب غير المعلنة أحياناً بسبب جنوحه لجانب على حساب الآخر.من البدهي أن حق الوالدين أعظم من حق الزوجة شرعا ً وعقلا ،كما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت:

"أي الناس أعظم حقاً على المرأة؟"

قال: زوجها.

قلت: فأي الناس أعظم حقاً على الرجل؟

قال: أمه) ،

والواقع يؤكد هذا الحق العظيم منذ أن كان نطفةً احتضنه رحمها وحتى صار رجلاً ملك عليها قلبها وعقلها تخاف عليه من نسمة الهواء العليل .(مرض صخر بن عمرو بن الشريد وطال مرضه. وكانت أمه وزوجته سليمى يمرضانه، أي يشرفان على علاجه وما يحتاج إليه من أكل وشرب ونظافة.. ، فطال مرض صخر فسئلت زوجته سليمى عن حاله يوماً وكانت قد ضجرت.

فقالت سليمى: لا هو حي فيرجى، ولا ميت فيبكى.

فسمعها زوجها صخر، فقال الأبيات التالية مقارناً بين أمه وزوجته، وموضحاً أن الزوجة لا تكون بأي حال من الأحوال مثل الأم، لأن شفقة الأم وحنانها أعظم من الزوجة:

 

أرى أم صخر لا تـمل عـيادتي               وملت سليمى مضجعي ومكاني

وما كنت أخشى أن أكون جنازة                 عـليك ومن يغتر بالــحدثان

لعمري لقد نبهت من كـان نائما       ً                وأسمعت من كــانت له أذنان

وأي امرئ سـاوى بـأم حليلة                 فـلا عاش إلا في شقا وهوان

 

 وعليه فإن أولى الناس بالمرأة: زوجها، وأولى الناس بالرجل أمه وليست زوجته، ولكن هذا التفاوت في الحقوق لا يلغي بعضها بعضا ً، فالبر بالوالدين لا يعني ظلم الزوجة أو التقصير في حقها ( ولزوجك عليك حقاً ... فأعط كل ذي حق حقه ) وبعض الأمهات تطلب من زوجات الأبناء ما لا يجب عليهن القيام به إلا فضلاً وتكرماً ، وتغضب إذا لم تقم الزوجة بذلك، مما يجعلها تضغط على الابن ليقوم بتأديب زوجته وإجبارها على القيام بأعمال لا يجب على الزوجة القيام بها ، إحدى الزوجات هجرها زوجها وأساء إليها وقصر في حقها لمجرد أنها طلبت حقها في سكن مستقل عن أمه ( المزعجة) ،والتي كما تقول : (لا يرضيها العجب ) ،وأخرى تتلقى الإهانات لمجرد دعاوى تطلقها الأم تحت مطارق الغيرة فهي تدعي أن الزوجة لا تقوم بخدمتها عندما يذهب الزوج إلى العمل صباحاً وأخرى تشتكي أن زوجة ابنها لا تشرب معها القهوة ضحى ولا ( توسع صدرها ) بالجلوس معها !!

 

إن كثيراً من الأخطاء والمشكلات تنشأ من سوء الموازنة وطلب المقارنة بين الأمهات والزوجات، في كل مسألة، فتنظر الزوجة إلى الأم على أنها منافسة لها، وتنظر الأم على أن الزوجة معتدية عليها باستحواذها على فلذة كبدها وحشاشة فقلبها، وقد يكون الزوج سبباً في الوصول إلى مثل هذه المواقف عندما لا يحسن المعاملة والموازنة بين أمه وزوجته فيدفع الثمن غالياً من سعادته واستقراره.

الكاتب : مازن الفريح
 21-09-2010  |  7990 مشاهدة

مواضيع اخرى ضمن  فن إدارة الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني