ماذا افعل مع زوجي هل أواجهه

 

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى وهي عبارة عن مشكلة أرغب من أعضاء المنتدى أن يجدوا لها حلا فأنا في حيرة من أمري!! أولا أنا امرأة متزوجة منذ سنتان و نصف، ولدي طفلان ولله الحمد, أعيش مع زوجي حياة هادئة مستقرة وسعيدة يملؤها الحب والرضا,ولكن للأسف اكتشفت من فترة قصيرة أن زوجي يعرف امرأة غيري و لا اعلم ما مدى علاقته بها ولا اعلم منذ متى هو يعرفها, لقد اكتشفت هذا من خلال هاتفه النقال فقد رأيت رسالة موجهه لامرأة وبها كلام جميل!!! المهم أنا أريد منكم الحل ماذا افعل مع زوجي هل أواجهه بما اكتشفت ولكني لا أقدر على هذا فأنا سريعة البكاء و لا اعتقد بأنني أستطيع مواجهته بالحقيقة أرجوكم دلوني على الحل أنا الآن عندما أنظر إليه امسك نفسي عن البكاء أتعلمون لماذا لأنني لا اصدق بأن الشخص الذي يسمعني كلاما جميلا ويجلب لي الهدايا و يعاملني بحب وحنان بالغ ويسعى جاهدا ليجعلني مرتاحة من كل شيء المأكل, الملبس,... الخ فعلا لقد صدمت بهذه الحقيقة المرة. آسفة على الإطالة و أرجوكم من لديه حل ليريحني من همي هذا، و أطلب من عضوات المنتدى المتزوجات أنهم لو كانوا مكاني ماذا سيفعلون وإذا كان ردكم لي بأن أواجهه فكيف أبدأ معه الموضوع ؟! جزاكم الله خيرا.

17-05-2010

الإجابة

 

 

الأخت الفاضلة / أم عبد الله
أسأل الله أن يقر عينك بصلاح زوجك ويبارك لك في ذريتك..
وشكر الله لك حسن ظنك..
أختنا الفاضلة..
هنيئاً لك هذه الحياة التي يملؤها الحب والرضا، أسأل الله أن يديم عليك.
(سنتان ونصف السنة) ما شعرتِ خلالها إلا بالحب والحنان والرضا والشعور بالهدوء والاستقرار الزوجي، ثم في لحظة (ربما تكون لحظة تحتمل احتمالات) هذه اللحظة عكّرت عليك صفو عمر هادئ شعرتِ فيه بما وصفت من الحب والرضا والحنان!!
الحياة الزوجية بقدر ما هي جميلة وممتعة فإن متعتها لا تكتمل ولا تدوم إلاّ حين يكون الزوج والزوجة أكثر وعياً بطبيعة الآخر في تعامله مع هذه الحياة!
الرجل له طبيعة تختلف عن طبيعة المرأة، والمرأة كذلك، والحياة الزوجية بطبيعتها متعة فيها تعب وعناء ومشقة!!
ومن المهم أن تعلمي أن من طبيعة الرجل أنه ميّالٌ للنساء، بل هو ضعيف عند ذكر النساء!!
هذا الكلام ليس تبريراً لأخطاء الرجال بقدر ما هو تفسير للواقع، ومحاولة للتعامل بواقعية مع أخطاء الأزواج!!
المهمة الآن مهمّةُ الزوجة.. ما هو دورها في سدّ هذه الثغرة عند الرجل؟!
هل دورها أن تندب حظها وتقضي ليلها بالبكاء؟!
أم دورها يتطور إلى الخصام والملاسنة وربما إلى طلب الطلاق؟!
أم يكون دورها أكثر ثباتاً وأوسع وعياً في التعامل مع هذا الموقف!!!
أختي الفاضلة..
الآن وقعت عينك على رسالة، أنتِ متأكّدة أنها (نسوية) لكنك غير متأكّدة لمن تكون!!
ربما أرسلها لأخته أو لأمه أو لامرأة يحلّ لها وصلها والسؤال عنها بمثل هذه الصورة!!
المقصود أن هذا الموقف يحتمل احتمالات بعضها احتمال إيجابي وفيها احتمال سلبي!!
قد تكونين أنت أعرف بالتحديد الدقيق للجانب الآخر، لكن لابد أن تضعي في ذهنك مثل هذه الاعتبارات التي تساعدك على أن تتخذي موقفاً وقراراً هادئاً موفّقاً - إن شاء الله -، واسمحي لي أختي الفاضلة أن أطرح بين يديك بعض النصائح التي تفيدك - إن شاء الله - في التعامل مع هذا الموقف:
أولاً: احذري أشد الحذر من أن يوقعك هذا الموقف في فخّ (الشك)، فتنظرين إلى زوجك بنظر الريبة والشك في كل تصرفاته أو أفعاله، واعلمي أن (الشك) متى ما وجد إلى الحياة الزوجية طريقاً أفسدها وأذلّ من فيها، وحتى لا تقعي في شراك هذا العدو بإمكانك أن تتخذي التدابير التالية:
1 - لا تكثري على زوجك من الأسئلة التحقيقية (أين كنت.. لماذا.. ومتى وكيف) هذه الأسئلة التحقيقة عند دخول الزوج للبيت وخروجه منه يكرهها الرجل، وربما أحيانا عدم إجابته تثير الشكوك عندك، ولذلك لا تكثري عليه من هذه الأسئلة.
2 - لا يكن عندك هاجس التفتيش والتنقيب في أغراضه الخاصة والبحث عن عوراته وسقطاته سواء في ثوبه أو هاتفه أو مكتبه أو دفاتره ونحو ذلك.
3 - المصارحة الهادئة مع الزوج، وبالأسلوب الحكيم.
4 - أيضا لا تكثري الاتصال بزوجك وهو خارج البيت سيما وإن كان اتصالك دافعه حصول بعض الوهم أو الشك.
هذه أهم أربعة نقاط تعينك على محاربة عدو (الشك) حتى لا تكوني فريسة له!!

ثانياً : بقي أن أقف معك وقفات في طرق التعامل مع زوجك في هذا الحدث:
1 - اعلمي أن محادثة الزوج أو مراسلته لامرأة غير زوجته التي تحل له، أن هذا التصرف منه لم يكن وليداً أو حادثاً بغير سبب!!
لذلك عليك أن تبحثي عن سبب ذلك!!
قد يكون السبب هو ضعف شخصية الرجل، أو ضعف داعي الإيمان في قلبه!
أو قد يكون هذا الأمر حصل منه في فترة كانت علاقته بك علاقة متوترة!!
أو قد يكون السبب أنتِ!!
ربما بمحاصرتك له، أو ربما بتساهلك في إشباع عاطفته ومشاعره!!
إن الرجل بمحاصرة الزوجة له بالإكثار عليه من الأسئلة، والتشنّج عند أي مشكلة، وعدم الأريحية في الحوار الزوجي والمصارحة، يشعر الرجل أنه لا يستطيع أن يفرّغ المكبوت في نفسه إلاّ خارج المنزل، فينجرف!!
أو ربما يكون تهاونك في حسن المعاشرة والتبعّل وعدم التجديد والتغيير في علاقتك مع زوجك سبب عنده نوع من الفتور واليأس من الروتين فبحث عن التجديد خارج البيت!!
وعند البحث عن الأسباب لابد أن تكوني واقعية جريئة في انتقاد نفسك وشجاعة في التغيير وتصحيح المسار.
2 - احرصي دائماً على تعميق العاطفة الإيمانية في نفسك وفي نفس زوجك، إن العاطفة الإيمانية حين تسكن الروح تبعث فيها الحياة، والرسول صلى الله عليه وسلم قد وعد ودعا لكل زوجين بالرحمة حين يتشاركان في تعميق هذه العاطفة الإيمانية في نفسيهما، يقول صلى الله عليه وسلم: "رحم الله امرأة قامت من الليل فصلّت ثم أيقظت زوجها للصلاة فإن أبى نضحت في وجهه الماء"!!
ولتعميق هذه العاطفة في نفسك ونفس زوجك أنصحك ببعض الوسائل المهمة في ذلك:
- احرصي على أداء الفرائض الواجبة عليك أولاً بأول دون تهاون أو كسل.
- ساعدي زوجك على إقامة الصلوات المكتوبة وذلك بإيقاظه وتهيئة الجو المناسب له ليحافظ على الفرائض.
- ادخلي الشرط الإسلامي للبيت.
- احرصي على أن تتخلصي من أي مظهر من مظاهر المنكرات في البيت التي تعزز التواجد الابليسي في البيت!!
- اجتهدي في أن تشغلي زوجك ببعض البرامج الخيرية (كجمع الصدقات، ومعرفة المحتاجين خاصة من الأهل والأقارب، وزيارة المرضى، وصلة الأرحام) واجعلي لهذه البرامج الخيرية اهتماماً عندك وعند زوجك وبإمكانك التنسيق في ذلك مع بعض الجمعيات الخيرية في منطقتكم.
- بين فترة وأخرى اجلسي مع زوجك جلسة روحية تشعرينه فيها بحبك، وتستغلين لحظات هذا اللقاء بالتذكير بالله ومراقبته وأن هذه المراقبة الشفافة تورثكم حياة القلب ودوام العشرة واستقرار الحياة.
- أكثري من الدعاء لزوجك في صلاتك وكلما دخل أو خرج.
3 - صارحي زوجك بالحب، ولا تكتمي عواطف الحب عندك، بل استغلي كل فرصة للتعبير عن حبك له، وجددي في ذلك (في بسمتك، في هديتك، في لطافتك، في ملبسك، في المأكل والمشرب، وفي تهيئة المكان وتغييره حتى في تهيئة الأبناء والعناية بهم) المقصود أن التصريح بالحب مع التجديد فيه يشبع عواطف زوجك فلا يجعله يبحث عن الإشباع عند غيرك.
4 - إن لاحظت على زوجك أمراً غير عادي (كما حصل معك) لا تكتمي ذلك في نفسك بل صارحيه!!
قلت: أنك لا تقوين على مصارحته!!
وأقول لك ليس شرطاً أن تكون المصارحة مباشرة!!
فمثلاً: لو كانت المصارحة بطريقة: عرض قصة مفتعلة تحكينها عن صديقة لك وأنها تعيش مع زوجها في رضا وسعادة، وفي لحظة اكتشفت من زوجها (موقفاً أزعجها) - لا تذكري طبيعة الموقف! بل اجعلي الموقف عاماً، لكن نبهي على نقطة مهمّة في الحدث وهو أن الزوج كان يظن أن زوجته لن تعلم عن أمره فعلمت!! هذا الإبهام يثير في نفسه عدة تساؤلات!!
ربما يصرّ عليك في تحديد ما هو الموقف الذي أزعج الزوجة.. أخبريه أنك لا تعلمين ما هو بالضبط وأن صديقتك لم تُفصح عنه، لكنها كانت تؤكد أنها صُدمت به لأنها كانت تنظر إليه على أنه الزوج الوفي الخلوق المحترم!!
واطلبي منه أن يساعدك في كتابة نصيحة لهذه الزوجة!!
ولا تنسي أن تضيفي تعليقات مهمّة خلال قصتك، كأن تقولي: الحمد لله الذي رزقني بزوج مثلك يقدر الحياة، وامتدحيه في علاقته معك..
5 - قلت لك من قبل لا تكثري عليه من الأسئلة التحقيقية كلما دخل أو خرج، واستبدلي هذه الأسئلة بعبارات الشوق والحب عند خروجه وعبارات الترحيب والاشتياق عند دخوله!!
6 - اتفقا على أن تخصصا وقتاً دورياً للخروج من جو البيت كرحلة طويلة أو قصيرة، واستغلي أوقات الرحلة بالتوجيهات غير المباشرة، كوضع شريط في مسجلة السيارة للاستماع، وبالمصارحة بالحب والشكر والتقدير...
7 - إن كنت امرأة عاملة تخرجين من بيتك فقللي من أوقات خروجك، بمعنى أن تقللي من زيارات الصديقات، أو الخروج غير الضروري، المقصود أن يكون وقتك في البيت متوازنا مع وقتك خارج البيت، لأن الرجل مهما وقع في قلبه من حب المرأة فإنها إن كان وقتها لا يملكه هو فإنه يشعر أنها امرأة مشتركة بينه وبين غيره في وقتها!!

أسأل الله العظيم أن يديم بينكم الألفة والمحبة والسعادة وأن يقر عينك بصلاح زوجك وولدك.

17-05-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني