خٌطِبت وبعد ستة أشهر طُلِقت

 

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد أرفع إليكم مشكلتي هذه وكلي أمل فيكم - بعد أملي الكبير في الله عز وجل- أن تكونوا دليلاً لي على ما يعينني. ونبراساً للطريق الأصوب وأستمحيكم عذراً في استفاضتي في الحديث عن المشكلة. حتى يكون تصوركم للمشكلة واضحاً وسهلاً . فالحكم على الشيء فرع عن تصوره. أنا فتاة أبلغ من العمر إحدى وعشرين عاماً. البنت الوحيدة الوسطى بين أربع أولاد. ملتزمة ولله الحمد. أحفظ كتاب الله كاملاً. أدرس في الجامعة في تخصص شرعي. متميزة جداً في دراستي والأولى على دفعتي. وطموحة جداً. وأحاول دائماً الارتقاء من نفسي في كل أموري. خطبت لابن عمي وأنا ما بين التاسعة عشر والعشرين من عمري. ومكثت سنة كاملة مخطوبة. ثم عقد قراني عليه بعد هذه السنة. ومكثت ستة أشهر ثم انفصلت عنه. هذا مجمل الأمر. أما تفصيله فهو أنني من جنسية عربية ونشأت حياتي كلها في السعودية. والدي إنسان رائع جداً وبذل جهده في تربيتنا. والدي ربيانا على قوة الشخصية. والثقة بالنفس. فنشأت ولله الحمد شخصية قوية أكاد أميل للشدة. صريحة جداً في تعاملاتي. اعتدت على سماع كلمات المديح والثناء حتى أصبحت جزءا من كياني. أما ابن عمي وخطيبي السابق فهو إنسان نشأ تحت والد جبار. التربية لديه تعني الإنفاق فقط. لا تربية الذات. وكان والده قد وضعه داخل كهف وأغلقه عليه. فلم يختلط بالمجتمع أبداً ولم يكون صداقات نهائياً. ثم انتقل للدراسة الجامعية في دولتنا. ثم جاء للعمل في السعودية بمرتب ضئيل نسبة لمستوى العائلة الاجتماعي ونسبة لشهاداته التي يحملها وهو 2400 ريال. وسبب موافقته على هذا الراتب: إرادته الابتعاد عن والده بأي راتب- لأنه كان لا يستشيره ويسبب له ضغطاً نفسياً مستمراً.- للمعلومية لم أكن أعلم بمرتبه قبل العقد وبعد العقد سمعت رقماً آخر من عمي ثم أخبرنا هو بمرتبه - ولو سألتم لم وافقت عليه؟ فالإجابة: أنني رفضته في البداية. وقلت لهم: بالحرف الواحد: أنا لا أستطيع العيش مع إنسان مثل عمي. لكن والدي: أكد لي أنه يختلف عنه فهو يتمتع بدماثة الأخلاق وطيبة النفس والالتزام فجمع بين الدين والخلق فلم يشأ والدي رده - مع أنه سبق له عقد قرانه على ابنة خالته ثم فسخ العقد نظراً لأنها كما يقولون هم: كان تخصصها إعلام وكانت أردنية وكانت تسعى لعقد مؤتمرات صحفية ولم تكن ملتزمة وحصلت مشاكل شديدة بين العائلتين - المهم.. ونظراً لثقتي الكاملة في نظرة والدي وتقديره للأمور -حيث انه رزقه الله الحكمة إضافة لجمعه بين دراسة علم النفس أثناء دراسته ودراسته لبكالوريوس شريعة - فوافقت عليه وحقيقة لم أكن أشعر بسعادة أو ضيقة. وإنما كنت فاقدة للإحساس والشعور. في بداية فترة الملكة كنا في بلدنا وكانت الأمور جيدة. لكن لم نجلس سوى أسبوعين تقريباً. كان هناك اهتمام منه وكنت قد بدأت أتقبله. ثم عدنا للسعودية وهو في الدمام ونحن في مكة أي بعيدون تماماً. فكان لا يأتينا إلا تقريباً كل شهر مرة أو كل شهرين أو كل ثلاث شهور. فخلال الستة شهور لم يأت إلا حوالي خمس أو ست مرات فقط. نظراً لطبيعة عمله وضعف مرتبه. خلال الفترة الأولى كان حولي مجموعة كبيرة جداً من الزميلات اللاتي في فترة الملكة. وكنت أسمع منهن حديثاً دائماً على تواصلهن الدائم مع أزواجهن. وأنا على عكس ذلك تماماً فكان هذا الأمر يسبب لي الكثير من الإحباط. كما أني بدأت أنفر منه نوعاً ما. وكنت لا أشعر بأي ميول نحوه. فمثلاً.. بعد محادثته لا أشعر بأي سرور أو فرح. عند قدومه في بعض الأحيان.. كنت أبكي قبل قدومه. كانت تحصل بيننا الكثير من الخلافات وأغلبها كان سوء تفاهم. وربما تستمر المشكلة لأكثر من أسبوعين بالتجاهل. وغالباً ما كنت أبادر بإرسال رسالة فيتصل. المهم.. لم أكن أشعر أهلي بشيء من ذلك وإن كان والدي يشعر بشيء من المشكلات بيننا ولم يشأ التدخل نظراً لاعتبارها أمراً عادياً. واستمرت هذه الستة أشهر بين شد وجذب إلى بعد اختباراتي النهائية حدثت مشكلة كبيرة على أمور لا تستحق. فانفجرت بشدة وأخذت بالبكاء وحكيت لأهلي كل ما حدث خلال الفترة الماضية. فوجئت والدتي - بالأخص - بذلك. وبدأنا نناقش الأمر خاصة مع تجاهله لي. المهم.. خلال النقاش مع والدي اقترحت علي تهديده بالطلاق. ونظراً ضعف حيلتي. ولثقتي بحبه لي. فعلت ذلك. وقلت له كلمة واحدة بعد نقاش وهي.. يفتح الله أو الله ييسر. فكانت الطامة التي أنهت الموضوع كلياً كانت ردة فعله العجيبة وهي التجاهل التام لي لأكثر من أسبوعين فقام والدي بالاتصال به وكنا قد اتفقنا على محاولة الإصلاح ولم أكن أنوي الانفصال. المهم حاول والدي محادثته وبيان أخطائه له. المكالمة الأولى.. كان والدي مستمعاً وكانت ردة فعله الهجوم الشديد والانفعال العجيب - مع العلم أنه كان يعتبر والدي مثله الأعلى وكان والدي منصفاً تماماً ومستمعاً جيداً ومحاوراً ممتازاً - وقلب الأمور تماما وفوجئت بأنه يقول لوالدي عني: أن لدي حب سيطرة وأعامله كأنه طفل وأني لا أحترمه. وأمور أخرى. لم يسبق أبداً أن ذكرها لي بتاتاً مع أني كنت دائماً أبادر بسؤاله عما يود مني أن أكون وما هي الأخطاء التي يراها فيّ. فكان جوابه المدح. ثم في المكالمة الثاني بين له والدي أخطائي فقلب الأمور تماماً واعتبر تصرفاته ناتجة كردة فعل لما أقوم أنا به. ثم في المكالمة الثالثة -وكان قد هدأ- قال لوالدي: يبدو أن الحياة لن تصلح بيننا وسيكون هناك مشاكل ويبدو أنني لا أتقبله ولا أريده وهي إنسانة طموحة ومتميزة وأنا إنسان بسيط ...الخ. فإن تغيرت فخيرا. وإن لم تتغير فخيراً. فقال له والدي: حسناً. وبدأ بدراسة احتمال الانفصال. وأنا لم أكن أريده حتى تلك اللحظة. المهم استخرنا واستشرنا: فكانت الإجابات كما يلي: استشاري نفسي: يحتاج لجلسات طويلة للعلاج. وعليها بالانفصال فوراً. استشاري نفسي آخر: عليكما بالذهاب لمعالج نفسي. استشارية نفسية: عليكم بمحاولة أخرى للإصلاح بعد طلب حضوره لديكم. استشارية اجتماعية: هل لديك استعداداً لتكوني مثل امرأة عمك في التعامل مع عمك أي خاضعة خنوعة تطأطئي رأسك. وكان الضغط علي منذ بدأ المشاكل - من قبل أمي - بالانفصال يومياً ومستمراً وحجتها: أنه سيعاملك كما يتعامل عمك مع امرأته نظراً لأنه مخزن في باطنه. المهم في آخر مكالمة: طلب منه والدي تطليقي فمباشرة قال.. أنت طالق مرة واحدة. تتساءلون: ما المشكلة؟ أجيبكم- بعد هذا السرد الطويل الممل- أولاً: أنا أشعر أن القرار كان سريعاً ومتعجلاً من ناحيتنا - وإن كان هو قد باعني مباشرة- إلا أنه كان لابد منا محاولة جيدة للإصلاح - وكانت حجة والدي أنه لم يعطه أي مجال للإصلاح بتاتاً. ثانياً: أنا أشعر أني قد أخطئت في حقه. فأنا كنت لا أشعره باهتمام لأنه كانت فكرتي في هذه المرحلة: أن الرجل هو الذي يشعر المرأة بالاهتمام لا العكس. ثالثاً: أرى أن فيه مميزات كثيرة أبرزها: - الالتزام. - طيبة النفس. - الأخلاق الحسنة. - احترام المرأة. - استعداده لمعاونتي لإكمال دراستي. -حسن العشرة. - الحنان والعاطفة الجياشة ورقة القلب الشديدة. - استعداده لتلبية مطالبي. فلديه مواصفات تقوم عليها حياة سعيدة مع إصلاح العيوب. وعيوبه التي من المؤكد أنها بحاجة لتغيير. لكنها يمكن تغييرها كما أنها لا تستدعي انهدام علاقة زوجية: وأبرزها: - عدم معرفة التعامل مع المشكلات. - عدم محاولة الارتقاء بالنفس وبالغير. فهو تقبلني كما أنا ويريدني بالمقابل أن أتقبله كما هو. - إساءة الظن هي الأصل لديه. - أنه قنبلة موقوتة بمعنى أنه يجمع الموقف مع الموقف ثم ينفجر فجأة. رابعاً: نظرته التي بنا عليها انفصاله عني - بناء على تخميني واستجماعي للأحداث والأقوال-: هي أنني محبة للسيطرة عليه أسعى دائماً إلى الإنقاص من شأنه وتحطيمه وتوجيه الأوامر إليه وأنني أشعر أن قدره أقل من إخواني مثلاً - وهما مهندسان - مما أدى لشعوره الدائم بأنه إنسان سيء وتحطم نفسياً. وأنا والله بحثت في نفسي فلم أجد في تعاملاتي مع الناس حب سيطرة أبداً أو تحطيم. وإنما كان قوة شخصيتي هي السبب في ذلك. وثقتي الشديدة في نفسي. وعدم ثقته في نفسه مطلقاً. واختلاف الألفاظ والعادات بيننا. وعدم فهمه لي. وقلة قراءاتنا في هذا الموضوع. هي الحائل في استمرار العلاقة. خلاصة الأمر: أنا الآن نتيجة للأسباب الماضية أفكر جدياً في محاولة إعادة الارتباط به عن طريق محادثة عمتنا له. وأتوقع منه قبولاً -نظراً لأني أرجح أنه ما زال يحبني. وإن كنت أتوقع أن موقف عمي: لن يكون جيداً لأنه شوه سمعتي لديهم. ولأن عمي من الأناس اللذين إذا اتخذوا قراراً لا يتراجعون فيه أبداً. أما وجهة نظر والدي فهي أن أنسى الموضوع تماماً. بحجة: أن الذي خلقه خلق أحسن منه. وماذا يضمن أن الأمور لن تعود لما كانت عليه سابقاً فيصبح الوضع أصعب. فهي عملية مخاطرة غير مضمونة. كما أن قيود المجتمع تمنع من أن يطلب منه أن يعيد الارتباط بي مرة أخرى. فأجبته: بأنني سأتخذ من الإجراءات ما يضمن لي: ألا يعود الوضع لما كان عليه. من محاولة العلاج النفسي لكلينا معاً. وأنني سأجعل عمتي تحادثه بشكل لا يجرح مشاعري أو كرامتي ولا يظهر منه أنه طلب منا. أعلم يقينا أني أطلت عليكم في طرح المشكلة والسرد الممل لكن.. أرجوكم.. أعينوني على اتخاذ القرار الصحيح. فأنا في أوج الحيرة. وكثرة التفكير يؤثر سلباً على استذكاري ودروسي. هل أقدم على هذه المحاولة؟ أم أترك الأمور كما هي. وأكتفي بدعاء الله عز وجل أن يعوضني خيراً منه؟ أتمنى سرعة الإجابة فقد مضى على تطليقه لي شهر تقريباً. كما أتمنى لو كان المجيب استشارياً نفسياً واجتماعياً. جزيتم من المولى خير الجزاء

23-04-2010

الإجابة

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختي الفاضلة آمل أن يتسع صدرك لسماع الإجابة وهي لا تعدوا أن تكون وجهة نظر من أكبر منك وسمع تجارب الآخرين!
أولاً : نحتاج إلى تصحيح تصورنا للأشياء لكي يصح حكمنا عليها . وقد صور حبيبنا ومعلمنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم الدنيا وحياتنا فيها كراكب استظل تحت ظل شجرة ثم قام فتركها . ولذا عليه أن يحرص اشد الحرص على أمر آخرته ومما يعينه عليها وليس مثل الزوجين الصالحين لبعضهما مثيل في العون في الدنيا والشفاعة وإلحاق كل منهما بالآخر في الآخرة ولا يخفاك كتب الحديث والآداب والوعظ التي تفيض في ذلك.
ثانياً: مقياسك لما يحقق الحياة الكريمة مادي بحت وعدم ثقة بالله وهو الرزاق والمعز والمكرم لأوليائه " وإنما أرى أن راتبه ضئيل للعيش عيشة كريمة" ولعلك تقرئين ببصيرة مرة أخرى سيرة أعز وأكرم الناس وحال أزواجه الطاهرات!!!!!.
ثالثاً: قولك "لم أكن لأتزوج إلا طبيباً أو مهندساً نظراً لمكانتنا العالية كما سبق" كوني على ثقة بأن أسعد الناس حتى عند غير المسلمين اقلهم حظا من الأشياء المادية المرهقة للذهن والنفس وانظري وضعي معك محفظة سجلي بها أحوال عدد من الأسر التي حصل أربابها على الشهادات العليا وغيرهم ممن يكتسب بعمل يده فهو عن لم يتطلع على من فوقه في الدنيا تجديه سعيدا مستقرا أحسن تربية أبنائه وحافظ على حق ربه . قريب من الناس قريب من رب الناس . ويكفيك أن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام . فكم هي الدنيا وأعمارنا فيها حتى نفرط في خمسة قرون ؟.
ولكن نعم المال الصالح مع المرء الصالح . وبعدا لدنيا أبعدتنا عن الدين.
رابعا : أعجب من قولك :" ملتزمة ولله الحمد. أحفظ كتاب الله كاملاً. أدرس في الجامعة في تخصص شرعي. متميزة جداً في دراستي والأولى على دفعتي. وطموحة جداً. وأحاول دائماً الارتقاء من نفسي في كل أموري" ثم تغفلين عن هذه المعاني وغيرها مما هو واضح وظاهر في الشريعة ولك في موسى عليه السلام الراعي لدى شعيب عبرة.
خامساً : لا أرى مانعا من مخاطبتك له مباشرة واعتذارك عما حصل وتوبتك إلى الله ورغبتك فيه لدينه وصلاحه وامنحيه فرصة ليتخذ القرار دون أن يفشي هذا السر لأحد فإن رغب في الزواج منك فليتقدم لوالدك وارى أن يتم التفاهم بينكما دون تدخل احد ولكن كما قيل (كلمة ورد غطاها) فلا تسترسلي في المكالمات أو الرسائل . فإن اصطلحتما فليكن العقد والزواج بعده مباشرة ولا تتركا مجالا لشياطين الجن والإنس.
  
أجاب علبها الشيخ: د. عبد المحسن الزكري

 

23-04-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني