أهل زوجي يدخلون بيتي بغير إذني !

 

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. أنا امرأة عاملة و لدي طفل و ظروف عملي متعبة لكني أحاول التوفيق بين العمل والمنزل ، و زوجي والحمد لله متفهم جدا لظروفي. مشكلتي هي مع أهل زوجي ، فمعظم الأيام أعود من عملي لأجدهم داخل المنزل وهم يستبيحون كل ما فيه ، يدخلون وأنا وزوجي غير موجودين ، وذلك من خلال باب للكراج يؤدي للمنزل وهم لديهم مفتاح الكاراج. أنا لا أشعر أبداً بالاستقلالية في حياتي. أعود من عملي منهكة لأجدهم في البيت ، لا أستطيع أخذ حريتي ، و أحيانا يكون البيت غير مرتب، بل وعليّ إعداد الطعام لهم . عندما أشكو لزوجي يقول لا تحضري الطعام و يشتري طعاما جاهزا و هذا مكلف بالنسبة لنا ، خاصة أنهم يأتون حوالي 4 مرات اسبوعيا. عدا عن ذلك فهم يستهزؤون بتعبي ولا يقدرون أبداً أني أعمل لأساعد زوجي. أكبر همومي هو الحصول على الاستقلالية و الخصوصية فما أعيشه صعب جداً. هل يحق لهم شرعاً دخول بيتي في غيابي أنا و زوجي؟ أفيدوني و ساعدوني ، فأنا أعيش في توتر دائم.

29-09-2015

الإجابة

 
 وعليكم السلام ورحمةالله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يحقق لك أمانيك في رضاه ، وان يسعدك وزوجك ،  وأن يغنيكما بفضله عمّن سواه .
 
 أخيّة .. 
 من أهممراحل وخطوات حل أي مشكلة في حياتنا : أن نحاول أولاً تبديد التوتّر  ، وإحلال الهدوء النفسي لأنفسنا حتى يمكن أن نتعامل مع أي موقف .
 وهذه المهارة تحتاج منّا إلى نوع من إدارة التفكير ، بحيث نضبط مشاعرنا ، لأن مشاعرنا تتأثر بالفكرة التي نفكر بها .
 
 حين نفكر بطريقة هادئة ، سنشعر بالهدوء ، وحينها يمكن أننتعامل مع الموقف بطريقة صحيحة .
 
 وحتى تكوني هادئة ..
 لابد أن تفهمي : أن واقع أهل زوجك ( واقع ) لابد لك أن تتعاملي معه .
 بمعنى لا تنظري للموقف على أنه شيء طارئ وكيف يمكن التخلّص منه .. وإنما انظري له على أنه ظرف من ظروف الحياة وكيف يمكن أن تتغلّبي عليه ، تماما كما تنظري للظروف المادية على أنها من ظروف الحياة وتتعاملي معها بطريقة أو بأخرى ( بمتعة ) .
 
 دائماً في ثقافة بناء العلاقة ..
 هناك فرق في النفسية حين يكون عندي هدف ( بناء العلاقة ) وحين يكون عندي هدف ( تحجيم العلاقة أو التخلّص منها ) .
 
 حين يكون الهدف ( بنائي ) ستكون نفسياتنا طموحة ..
 وحين يكون الهدف ( تجنّبي ) سنكون أقرب للشعور بالإحباط والتوتّر .
 
 لذلك ..
 بداية .. انظري لأهل زوجك على أنهم أهلك ، وعلى أن هذاالطبع فيهم يمثلهم وأنت بحاجة أن تكسبيهم لأجل أن لا تتضرري من سلوكياتهم أو طبعهم .
 
 اجعلي مشكلتك في حدود الأيام الأربعة فقط ..
 بمعنى .. عندك 3 أيام في الأسبوع لا تحاولي أن تعيشي فيها مشكلة الأيام الأربعه .
 
 خطوة ثانية : لا تحرصي كثيراً على موقف زوجك من أهله . 
 زوجك في موقف حرج أكثر منموقفك بماأنهم أهله ، ولذلك الزوجة الحكيمة في مثل هذا الموقف لا تزيد من حرج زوجها ، إنما تزيد من ثقته بنفسه ، وتظهر له حبها وارتباطها به ، وتطلب منها أن يفكر معها لا أن يفكر لها أو يحل لها مشكلتها مع أهله !
 
 كخطوة أخرى للتعامل مع المشكلة ..
 اغلقي الغرف التي لا تريدين لهم أن يدخلوها ..
 بمعنى : غرفة النوم اغلقيها بمفتاح خاص .
 وهكذا الغرف التي لا تريدين أن  يعبثوا بما فيها اغلقيها بمفتاح خاص ..
 بهذه الطريقة تكوني ضيقتي حدود المشكلة .
 
 كلما شعروا منك بعدم التقبّل ، كلما زادهم ذلك عناداً ..
 وكلما أحسّ,ا منك بالتقبّل كلما كان هذا يدعوهم إلى أن يحترموا خصوصيتك ولو بعد حين ..
 حين تدخلي بيتك وهم موجودين ..
 رحّبي بهم ..
 وإذا كنتِ تشعرين بالتعب .. استأذنيهم بكل أريحية .
 لا تهتمي كثيراً لما يقولون أو لاستهزائهم ..
 استهزاؤهم يمثّل أخلاقهم .. لكنه لا يمثّلك .. حين تربطي بين استهزائهم وبين نفسك فهذا يعني أنك تشعرين أن استهزاءهم عن واقع صحيح وليس مبالغة منهم .
 
 إذا كنتِ تثقين بما تقومين به فتعاملي معه بطريقةالقرآن التي أخبرنا الله تعالى بها في قوله : (  وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) [ الأعراف : 199 ] .
 وما دام زوجك يُظهر نوعاً من التجاوب والتعاون فلا تقللي من تجاوبه ولو كان بصورة أنه يجلب الغداء من الخارج أو نحو ذلك .
 
 أخيّة ..
 دائماً تذكّري أن هناك مشكلات في الحياة لا يمكن التخلّص منها بقدر ما أنه يمكن التعايش معها والتأقلم عليها وترتيبها بشكل أفضل لتكون أنسب للتعايش .
 والمشكلات التي تكون مع أهل الزوج هي مشكلات حساسة جداً ..
 لذلك لا تركّزي تفكيرك كيف يمكن التخلّص من هذه المشكلة ..
 ركّ.ي كيف أتعايش معها .. وأكسب نفسي وأكسبهم وأكسب زوجي ..
 
 ضيقي مساحة المشكلة ..
 ضيقي إطارها ..
 تعايشي مع المساحة الضيقة للمشكلة ..
 لأن المساحة الأوسع ستكون خارج حدود المشكلة .
 
 أكثري من الدّعاء ..
 واسألي الله تعالى المعونة ..
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛ 

29-09-2015

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني