وحيدة أمي .. حريصة عليّ لكنها متناقضة !

 

السؤال

السلام عليكم أناعمري 16 سنه وحيدة أمي عشت مع أمي الأربع السنوات الأولى ، ثم أخذني أبي وبقيت عنده إلى أن أصبح عمري 10 ثم رجعتني جدتي لأمي ، علما أنّي في تلك الفتره لم أكن أزور أمي ، كنت منقطعه عنها كل تلك المده . الآن انا عند أمي . أمي متعلمه وموظفه وتهتم بي ، تحضر للمدرسه كل فتره وتسأل ، وسنويا تقريبا تتكرم الأم المثاليه ، وكل شي له وقت النت التلفزيون النوم تنبهني للصلاه والأذكار يوميا وتراقبني إذا تكاسلت عنها . إحنا في البيت 4 أنا وأمي وخادمتين معها من سنين طويله تعاملهم مثل الأخوات لدرجة نأكل مع بعض في نفس الطاوله ونخرج مع بعض . أمي وحيده لا أخوات ولا إخوان وأهلها متوفين . مشكلتي هيا تصرفاتها وخوفها ازّائد عليّ ، غير ملتزمه بالصلاه بالرغم أنها تنبهني عليها ، وتشرب الدخان ، ولكن ليس أمامي في غرفتها ، وأوقات يجو صحباتها للبيت ما أسمع إلاّ صوت أغاني وريحة دخان وتمنعني أدخل عندهم بالرغم إنهم يجيبو بناتهم ، وإذا سألتها : ليه!! تقولي : ما أبغاك تختلطي فيهم لأنهم مو كويسين !! مرّة طلبت أروح أزور أخواتي من أبويا عصبت وسارت ترجف وتبكي !!

07-01-2015

الإجابة

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يصلح قلبك ، ويحفظ عليك أدبك وأخلاقك ..
 
 وهنيئا لك ياابنتي هذه الروح الطيبة ، والنفس الزكيّة ، والشعور الدّأفئ تجاه والدتك .
 
 يا ابنتي ..
 أمك تتعامل تجاهك بعاطفة الأمومة .. هذه العاطفة التي لا يمكن أن تُضبط  بمنطقيّة ، أو بكلام مثالي .
 سيما وأنها كانت محرومة منك فترة من الزمن ، لذلك هي الآن متشبّثة بك .. لذلك لا تضجري أبداً من حرصها الزائد عليك ، وفسّري حرصها بدافع مشاعر الأمومة التي تسكن قلبها .
 واحرصي على أنتكوني على الحال الذي تحبه منك في المحافظة علىالصلاة والأذكار والاهتمام بمواعيد نومك وأكلك وصحبتك وهكذا ..
 ما دام أنها أمور انضباطية ، وتساعدك على تنمية ذاتك وصناعة شخصيّـك واستقرارك فلا تهتمي كثيراً  لسؤال : لماذا هي تحرص بزايدة !
 لكن اهتمي فعلا أن تكوني على الجادة والحال الذي تحبه ما دام أنه شيء جميل .
 
 الأمر الآخر ياابنتي ..
 ما وصفته من حال أمك في تقصيرها سواء في الصلاة والتدخين والصحبة  ..
 هنا يأتي دورك ..
 دور البنت البارّة بوالدتها ..
 وهنا تأتيك الفرصة  ليكون لك تأثير على والدتك ، سيما حين تدركي أن تأثيرك عليها هو باب من ابواب البر بها ، وان جهدك في أن تخلّصيها أو تخفّفي - على الأقل - من سلبياتها هو باب عظيم من أبواب البر ..
 
 وهنا يمكنك أن تدخلي عليها من بوابة ( حبها لك ) ..
 تكلّمي مع أمك بكل وضوح وصراحه ، لكن بهدوء ..
 أفهميها أن تقصيرها في الصلاة وتدخينها وجلوسها مع هؤلاء الصّديقات ..
 يجعلك في حيرة من أمرك ، وتناقض في شعورك ..
 وأن هذا التناقض وهذه الحيرة تجعلك بين أمرين : 
 1 - أنك قد تنجرين لما تفعله وتقلّدين فعلها .
 2 - أنك قد تذهبين لتعيشي مع والدك في جو أفضل من هذاالجو المتناقض .
 
 هذاالكلام تكلّمي به معها بهدوء ، وبلغة دافئة وحريصة . 
 قولي لها أريد أن اصلي معك ..
 لا أريدك أن تدخّني ...
 واطلبي منها أن تراجع عيادة معالجة الادمان على التدخين كخطوة للإصلاح .
 واطلبي منها أن تعلّمك كيف تختارين صديقاتك بالقدوة ، وليس بالتوجيه وأن رؤيتك لصديقاتها السيئين يجعلك عرضة أنتصادقي صديقات سيئين مثلها ..
 
 المقصود ان تستثمري نقطة ( حبها لك ) وتتكئي على هذه النقطة للتأثير على والدتك ،وثقي تماماً أن الله معك مادمت صادقة في برّك لها وحرصك عليها .
 فكما أنها حريصة عليك .. ايضا أنت احرصي عليها ، سيما وانت في مثل هذا العمر النّاضج ، استشعري واجبك تجاه أمك وواجب البر تجاهها ، وان أعظم ما يكون من البر ليس فقط طاعتها في المعروف بل من البر التأثير عليها وانقاذها مما هي فيه  . 
 ولا تتعجّلي النتائج ..
 
 اطلبي منها فعلا أن تتفقي معها على خطوات للتغيير ..
 فمن ذلك : 
 1 - أن تطلبي منها أن تؤدي الصلاة أنت وإيّاها جماعة في البيت مع بعضكما .
 وحتى الأذكار تقولانها مع بعضكما ، وانيكون بينك وبينها جلسة في الويم لقراءة وردٍ من القرآن   ( هذه الفكرة احرصي عليها ولا تتنازلي عنها ) .
 
 2 - اطلبي منها أن تراجع عيادة متخصصة للعلاج من التدخين .
 3 - اقترحي عليها أن تعتذر من اجتماع صديقاتها عندها ، أو إذا أصرّت على ذلك فليكن اجتماع من غير تدخين ولا غناء .
 4 - أن تسمح لك بزيارة أخواتك . وأن لا تكرر معك نفس خطأ والدك في  الحرمان . وأن عليها أن تساعدك في أن تكوّني علاقة إيجابية مع أخواتك وحتى مع والدك .
 
 يا ابنتي ...
 نضجك وأنت في عمر مبكّر يعطي مؤشّر أنك قادرة بإذن الله أنتؤثّري وتحسّني في سلوكيات والدتك ..
 كل ما عليك هو أن تصبري ، وذلك لأنوالدتك ربما ألفت على هذه السلوكيات من فترة ، فالتغيير يحتاج إلى صبر  ، وتفاءلي ولا تيأسي وفي نفس الوقت لا تتكاسلي عن نصيحة أمك  بلغة  عاطفية بينك وبينها .
 
 وأكثري لها من الدّعاء ..
 
 والله يرعاك ؛ ؛؛ 

07-01-2015

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني