خطيبي ضعيف أمام أغلاط أمه !

 

السؤال

خُطبت من ابن خالة ماما عن قصة حب بيننا وتم عقد القران علما أنني ابنة وحيدة لأبٍ ملتزم وأن خطيبي غير ملتزم بالكاد يحافظ على خمس صلواته ، ووافق أبي على الرّغم من ذهول العائلة منه ومن دون أي ضغط منّي عليه . زوجي وحيد هو ايضا . أمّه متقلبة المزاج ومعروف عنها حب المشاكل في العائلة وفي كل مشكلة أتعرّض لها معها سواء في حديثها عن أمي أمام أشخاص آخرين يقف مكتوف الأيدي ، ويقول لي : أمي لا أقدر أن أسكتها . علما أنه يعمل لي أي شيء أطلبه منه حتى لو كانت والدته ضد هذا الموضوع ، أنا خايفة والعائلة تقولي لا تكملي أم زوجك تحب الفشايل ورح تفشّلنا في الفرح ، علماً أنها نكّدت على ابنها في الملكة ، وأنا الآن في مأزق - آسفة على اللهجة العامية - أكمّل معاه والاّ لا ؟! ونحنا اكثر من مملكني أنا معلقة في وهو كذلك بس هو موقادر يوقف مع الحق مع انو يعترف بأغلاط أمه !

03-01-2015

الإجابة

 
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يختار لك خيرا ، ويكتب لك خيرا ويسعدك ويحقق لك أمانيك في رضاه .
 
 بنيّة ..
 الزواج هو أحد أهم المنعطفات في حياة الشاب والفتاة . ولأنه كذلك فإنه يجدر بالشاب والفتاة أن لا ينظر للزواج على أنه ( رحلة حب ) أو ( فستان أبيض ) أو ( نزوة وشهوة ) !
 الزواج ينبغي أن يكون في حسّ الشاب والفتاة ( مشروع العمر ) تتعدّى فيه النظرة من الحب إلى بناء حضاري في نفسك وأولادك ومجتمعك .
 
 إن أهم نقطة وخطوة في صناعة الاستقرار الزوجي هو حسن الاختيار . وحسن الاختيار يقوم على أساس معطياتواعتبارات واضحة بالنسبة للفتاة وبالنسبة للشاب ..
 حين لا يكون هناك : 
 - اعتبارات ومعطيات واضحة لاختيار الخاطب .
 - ولا يكون هدفي من الزواج واضح .
 
 أُصاب بالحيرة حين يتقدّم خاطب أو حين يكون الشاب في موقف الخطبة  !
 
 لذلك بيّتي ..
 حين سألتِ : هل أكمل معاه أم لا !
 هذاالسؤال يا ابنتي لا يمكن أن نجيبك عليه بالقبول أو الرد ، لأنه ليس من حقّنا أن نختارلك .
 أنتِ التي تختارين ..
 وتعلّمي هذاالأمر في حياتك مع أي كان ..
 اختيارك اجعليه شيء خاصّاً بك ، ولا تمنحي الآخرين فرصة أن يختاروا بالنيابة عنك ..
 لكن استفيدوا منهم قولي : انصحوني .. وجّ÷وني .. أرشدوني !
 
 يا ابنتي ..
 قلت لك من أهم الأمور في صناعة القرار وحسن الاختيار هو أن يكون لك هدف واضح من الزواج .. وتكون معطياتك واضحة في اختيار شريك الحياة ..
 في المعطيات هناك جزء أساسي وحزء تكميلي ..
 الجزء الأساسي في الاعتبارات التي ينبغي أن تكون في قائمة اعتباراتك هو : 
 - الدين والأخلاق .
 حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم ، هو أحرص عليك أكثر من حرصك على نفسك ، ولذلك أوصاك بقوله : ( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه ) .
 لاحظي قوله ( ترضون ) ولم يقل : الذي صفته في الدّين والأخلاق كذا وكذا ..
 وإنما جعل لك ( الاختيار والقبول ) ليكون ذلك ضمن مسؤوليتك ، وليكون قرار اختيارك قراراً مسؤولاً تتحمّلين أنتِ تبعاته ومسؤولياته .
 وأهم ما يكون في الدّين بعد التوحيد ( الصلاة ) .
 الصلاة التي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم هي الهوية للمسلم والآية والبرهان على إسلامه فقال : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر )
 والعلماء ياابنيت لهم كلام حول عدم جواز أن تكون المسلمة المصلية في ذمّة رجل لا يصلي .
 والمقصود أن ( الصلاة ) خطّ أحمر في حياة المسلم والمسلمة ، وإذا كان النبي صلىالله عليه وسلم جعلها  ( فارق ) بين المسلم والكافر ، فإن علىالمسلمة أن تنظر للصلاة بهذاالمنظور . وأن لا تتهوّر في أن ترتبط بشاب ( تارك للصلاة ) ..
 الأمر الآخر هو الأخلاق : وأهم ما يكون في الأخلاق حسن برّه بوالديه . والبعد عن المنكرات الظاهرة كالمخدرات ونحوها .
 
 ثم بعد هذاالجزء الأساسي يأتي الجزء التكميلي في المعطيات ويدخل فيهاالفارق العمري والتعليمي والاجتماعي ، والشكل ونحو ذلك ..
 
 من الأمور المهمّة في صناعة القرار : 
 أن لا تصنعي القرار على مبدأ ( زوجوه يعقل ) .. وبطريقة ( مع الأيام سيتغيّر ) !
 إنما اصنعي قرارك - ايّاً كان - على مبدأ ( الواقع ) ( كما هو الآن ) ..
 بمعنى هل هو كما هو الآن مناسب ويتفق مع معطياتي أم لا !
 
 ياابنتي ..
 مسألة : أنه مو قادر يوقف مع الحق !
 في الواقع ياابنتي لابد أن تدركي فعلا أن موقفه تجاه والدته يعتبر موقفاً حسّاساً ..
 وتخطئ بعض الزوجات حين تضغط على زوجها ليكون موقفه واضحاً من أخطاء أمه بالمواجهة !
 الزوجة الحكيمة هي التي تدرك ( الحرج ) الذي يكون عليه زوجها في مثل هذاالموقف ثم هي تعينه أن يكون موقفه موقف ( الحكيم ) لا موقف ( الحكم ) مع  تصرفات والدته !
 صمت زوجك أعتبره نوع من الحكمة  في حدود معرفته  ومهارته . وخطأ أن يقف مواجهاً لأمه .
 لذلك . .
 أسهل ما يكون هو أن تسألي : ماذا ينبغي أن يكون موقفي أنا . وليس موقف زوجي !
 بما أنك ( ارتضيت ) هذاالشاب زوجاً لك .. فهذا يعني أن لهذاالاختيار ( تبعات ) ومنتبعات هذا( الاختيار ) أنك ستعيشين مع ( أمه ) والتي أنت تعرفين طبعها ..
 ماذا يعني هذا ؟!
 هذا يعني أن أعرف ماهو واجبي تجاه هذه المسؤولية لأتعامل معها بطريقة تجعلني ( أتعايش ) معها  وليس أتخلّص منها أو أكتفي ( شرّها ) كما يقال !
 
 الآن دورك هو أن تكسبيها في صفّك وتجتذبيها إليك ..
 هذه الخطوة تحتاج منك أن تتخلّصي من فكرة : ( أنها تفشّل ، وتحب المشاكل ) !
 هذه الأفكار السلبية تجاهها تجعلك لا تتشجّعين لكسبها أو يجعلك حين تخطين خطوات لكسبها وتتأخر النتيجة تقولين ( أصلا هي كذا ) !
 لذلك تخلّصي من اي فكرة سلبية تجاهها .. واجعلي هدفك تجاهها هو أن تكسبيها  بالكلمة الطيبة والاحتضان والهدية والممازحة والاستشارة  وأن لا تواجهي نقدها بنوع من  التصادم .
 مسألة إنها ( تفشّل الزواج ) .. ينبغي أن تجعلي بينك وبين تصرفاتها حاجز نفسي ..
 بمعنى أي تصرف يكون منها ( يمثّلها ) ولا يمثّلك .. فإذا كان فيه فشيلةفستكون تجاه تصرفها لا  أكثر ..
 مشكلتنا حين ننظر لتصرفات الآخرين أنها فشيلة لنا هذه النظرة هي التي تجعلنا نشعر بالتوتّر .
 مهما يكن تصرفاتها تمثّلها ولا تمثّلك ..
 
يا ابنتي ..
 في ختام رسالتي .. أودّ أن أنصحك نصيحة اهتمي لأجلها ..
 ما دام أن بينك وبين زوجك حب ( تغلغل ) في قلبيكما ، وان زوجك ( يحرص على تحقيق طلباتك ) 
 فأتمنى عليك أن تستثمري هذا الأمر  في معالجة ( وضع ) زوجك مع الصلاة .
 وهنا تكمن ( روح الحب ) و ( جوهر الحب ) .. فالحب ليس علاقة عابرة أو علاقة تنتهي في هذه الحياة الدنيا ، بل الحب  قصة لا تنتهي حتى تكونان في الجنة بإذن الله .
 
 ولك في الصحابية  أم سليم رضي الله عنها أسوة في أنها استثمرت ( الحب ) لنقل خاطبها من الكفر إلى الإسلام .
 فقد كتم أبو طلحة يحبها لكنه كان مشركاً ، فلما أخبرها برغبته الزواج منها ، طلبت منه الإسلام ، فأسلم .. وكان مهرهاالإسلام .
 لذلك استثمري هذاالحب بينكما لتحسين علاقته مع الله ، بترغيبه في الصلاة وتذكيره بمعانيها العظيمة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( والصلاة نور ) .. بمعنى أن من لا يصلي أو يفرّط في الصلاة  يكون أشبه بمن يعيش في الظلام .
 والصلاة هي المعيار والميزان للتقدّم والتفوّق والسعادة ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( ولا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخّرهم الله ) 
 يؤخّرهم الله في كل شؤون حياتهم في الدنيا والآخرة ..
 يؤخرهم في التوفيق .. وفي البركة ، وفي السعادة وفي الاستقرار ..
 
 صادق الدعاء لك بحياة زوجية سعيدة .
 
 والله يرعاك ؛ ؛ 

03-01-2015

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني