زوجتي تتهرب من الفراش !!

 

السؤال

نحن متزوجون منذ 40 سنة ، عمري 64 سنة ومتقاعد من التعليم وعمرها 57 سنة ، وهي ست بيت ، ولنا أربعة أطفال ناجحون في حياتهم الخاصة ، ومشكلتي مع زوجتي تنحصر في جانب واحد وهو الحياة الجنسية فقط ، فهي تتهرب من تلبية رغبتي لأسباب واهية ، ففي الليل تتذرع بعدم القدرة على الاستحمام فجرا للصلاة بسبب البرد ، وفي الصيف تتذرع بالاستحياء من الاستحمام فجرا من ابنها وزوجته الساكنين معنا ، وفي النهار تتذرع بيقضة الناس أو إمكانية دخول الضيوف ويجدوننا مازلنا نائمين فهذا عيب في نظرها ، والحقيقة أنه لا ضيوف آتون ولا زوجة ابني تسمعنا لأننا بعيدين عنها ، وأنا أتعب من هذا التهرب غير المقنع وأنزعج وأتأثر وأكره هذه العلاقة التي أجري وراءها ولا أصل إليها بمشقة ، وفي بعض الحالات نصل إلى المقاطعة وعدم الكلام إلاّ في نطاق محدود في حاجيات البيت العادية وفي ما عدا ذلك فنحن بكم صم عمي ، وما يزعجني أكثر أنها امرأة ذكية حنونة مهتمة بشؤون بيتها كما يجب ، فهي تعتني بمطبخها وأثاثها ونظافة بيتها وملابسي ومطعمي بشكل مذهل ، ولكني قلت لها مرارا وتكرارا أن هذا العمل جيد وأعترف به ولكنني أريد منك أن تضعي في اهتماماتك رغباتي الزوجية في الدرجة الأولى ، فأنا حين أشعر بعدم إشباع رغباتي الخاصة لا أرى كل هذه الأعمال التي تعملينها لأنها جاءت على حساب رغباتي وتنافسني فيها ، وقد ناقشتها في الأمر عدة مرات بعد خلافات شديدة ومقاطعة دامت ثلاثة أشهر ، وحاولت أن أعمل معها شبه إتفاق يخلصنا من الأمراض النفسية والعضوية والطلاق ويتلخص في النقاط التالية باختصار : 1. الاتفاق على إقامة العلاقة الزوجية في الوقت المناسب للطرفين لا من طرف واحد ولا نتهرب بدون عذر ولانكثر مرة أو مرتين في الأسبوع ولكن أحصل على حقي بشكل محترم لا بتسول . 2 حين يكون أحدنا مريضا أو في حالة نفسية لا تسمح بإقامة هذه العلاقة فليخبر الآخر بالأمر حتى يكون على علم فلا يفسر الأمر بشكل سلبي كالتهرب والكراهية والنفرة . وقد وافقت على الأمر على مضض لأنها فسرته بالتهديد ، وسارت الأمور على ما يرام ، ولكنها تعود إلى نفس الأمر من التهرب والتذرع بما لايقنع حتى الآن ولذلك لجأت إليكم لعلكم تقدمون لنا نصائحكم المفيدة والموقرة نحن الأثنين . وثقتنا فيكم كبيرة ولكم شكرا جزيلا سلفا .

29-12-2014

الإجابة

 
 
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يبارك في عمريكما ، ويزيدكم من فضله .
 
 أخي الكريم وزوجتك الكريمة ..
 حقيقة أحيي فيكما روح الشّباب ، والحكمة البادية  في تعاملكما مع بعضكما ..
 وحقيقة أخي الكريم ..
 هنيئا لك بمثل هذه الزوجة التي لا تكاد تجد منها ما يضايقك بعد هذا العمر المبارك بينك وبينها إلاّ شكوى في جانب من جوانب الحياة بينكما .. وجلّ من لا يخطئ أو يقصّر ، بل لا يوجد !
 كون أنها زوجة صالحة طيبة  حريصة على بيتها وزوجها وتهتم بكل شؤونك فهي بإذن الله على خير ..
 
 وهنيئا لها  بك زوجاً واعيا متفهّما عاقلا حكيماً .. أدام الله بينكما الودّ والرحمة ..
 
 أخي الكريم .. وأختي الكريمة .
 العلاقة الزوجية  منظومة متكاملة من الودّ  واللطف ، إذ لا يمكن أن يجد أحد الطرفين المتعة في العلاقة الخاصة ما لم يجدا المتعة النفسيّ’ ببعضها لطفا وحباً ومودةّ .
 فالمتعة لا تتمّ إلا بمثل هذا التكامل في العلاقة ..
 ولذا فإن من الجميل في العلاقة أن لا ننسى في خضم مشكلة ما الأشياء الجميلة التي في شريك حياتنا .. فكون أنه مقصّر في جانب فإن ذلك لا يعني تجاهل كل ذلك لأجل أمر ما أو تقصير ما في العلاقة بينكما ..
 وقد أمرناالله تعالى بـ ( العدل والإحسان )  قال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) [ النحل : 90 ] .
 بالعدل حتى لا نعتدي ، والإحسان لنبني به جسور الودّ .
 فالمرء في مثل هذه المواقف بحاجة إلى أن يحمي علاقته من أن يحصل فيها ( اعتداء ) وفي نفس الوقت بحاجة ان لا يقطع حبل الودّ والإحسان بينه وبين شريك حياته .
 
 حين تقصّر الزوجة في أمر ما .. فلما أحرم نفسي المتعة في ما أراه من إحسانها وحسن  قيامها ببيتها !
 كل طرف له متعته فإذا فقدت المتعة في طرف فإن من الغبن أن أفقد المتعة في الطرف الآخر أيضاً ..
 لذلك مفهوم ( إن إحسانها وحسن قيامها ببيتها يأتي على حساب رغبتي ) فكرة غير دقيقة .
 وذلك أنك تُدرك من خلال عمركما المبارك مع بعضكما  أنهذه الرعاية ليس متعارضة  مع رغباتك ، والدليل على ذلك أن هذه الفكرة لم تكن  في وقت سابق من حياتكما .
 هذه الفكرة هي التي تحرمك اللذّة والمتعة والاستمتاع بالشيء الجميل الذي تراه من زوجتك .
 لذلك تخلّص من هذه الفكرة ، واستمتع بما هو ممتع ، وعالج ما ليس بممتع .
 
 أخي الكريم وأختي الكريمة ..
 العلاقة والمعاشرة الخاصة بين الزوجين، هي أحد عوامل الاستقرار المهمّة  ، وهذه العلاقة لا أقول ينبغي أن تكون على نوع من المثالية بل أقول هذه العلاقة لا ينبغي إهمالها حتى لو تقدم بكما العمر .
 ولأهمية هذه العلاقة في الاستقرار الزوجي  حذّر النبي صلى الله عليه وسلم المرأة من أن تمتنع عن زوجها إن دعاها إلى فراشه وشدّد في ذلك . 
ففي الحديث  عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها، لعنتها الملائكة حتى ترجع ) . 
وما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( والذي نفسي بيده؛ ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه، إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها.) .
 
 وفي هذه النصوص موعظة لكل زوجة . فالمرأة المؤمنة  الصّالحة ينبغي عليها أن تنظر لهذه العلاقة على أنه مجال من مجالات العمل الصالح الذي تؤجر عليه عند الله ، ولو كان فيه نوع مشقة عليها في الاغتسال  أو التهيّؤ لذلك .
وقد جاءها الوعد من الله أن المعونة  على قدر المؤنة ، فعني أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنَّ المعونةَ تأتي من اللهِ للعبدِ على قدرِ المؤْنةِ  ) . فما دامت النية عمل صالح فإن الله يسهل للعبد ما يعينه على ذلك  ويتجاوز به المشقات .
 
 كما أنه ينبغي على الزوج أن يكون معيناً لزوجته على الامتثال ، لا أن يجرّها إلى الممانعة باي وسيلة أو سلوك كان 
 
 اتفاقكما كان خطوة طيبة في حل المشكلة ، وجدير بكما أن تتفقا بروح الودّ والإصلاح لتنالا التوفيق .. فإن الله  تكفّل بالتوفيق ما دام النوايا حسنة ، قال الله تعالى : (  إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ) [ النّساء : 35 ] .
 فالاتفاقيات بين الزوجين تنجح اذا توافر معها :
 1 - حسن النيّة . وأن لا ينظر كل طرف إلى الطرف الآخر أن هذا الاتفاق يشكل تهديداً عليه .
 2 - المرونة . والتسامح وعدم المشاحّة في التطبيق .
 
 كما أن هناك جانباً ثالثاً ينبغي أن يكون في الاتفاق بينكما ، وهو الوضوح في بيان الأسباب ..
 الوضوح  ماالشيء الحقيقي الذي يجعل الزوجة لا ترغب المعاشرة ..
 البرد ووجود زوجة الابن ونحو ذلك مما ذكرت من الأعذار .. في ظاهرها أعذار .
 لكن على الزوجة فعلا أن تكون واضحة  في عذرها حتى لو كان في الأمر نوع من لالحرج في بيان العذر الحقيقي .. لأن المقصد هو الحل .. وهذه الأعذار لا تحل المشكلة بقدر ما تزيدها .
 
 أخي الكريم ..
 حسن تبعّلك وملاطفتك ومداعبتك لزوجتك لايعتبر تسوّلاً ، بل هو أيضا عمل صالح ..
 حاول أن تقضي حاجتك من زوجك بطريقة الجذب بالملاطفة والملاعبةوالمداعبة أكثر من أن تطلبها طلباً مباشراً ..
 كما يمكنك أيضاً أن تقضي حاجتك من زوجتك  بغير إيلاج .. والمقصود أن تكون مرة ومرّة ، فلا تطلب قضاء حاجتك إلاّ بالجماع والإيلاج في كل مرّة .. بل استمتع في اللحظة بما هو ممكن وميسور لك من المتعة بزوجتك ..
 
 وابتسما لبعضكما ..
 
 والله يرعاكما ؛ ؛ ؛ ؛ 

29-12-2014

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني