زوجي طلقني .. لأني أكلم غيره ؟!

 

السؤال

أنا امرأة متزوجة من خمس سنوات تزوجت زوجي عن حب واقتناع تام بشخصيته وتفكيرة وأسلوبه ، وأنا أعتبر في حياته الزوجة الثانية كما كنت أنا زوجة لرجل قبله ولدي من الأطفال ثلاثه ولديه هو أربعة أطفال من زوجته الأولى . تم الزواج في السر عن زوجته واهله كانوا معارضين لزواجنا لأنني مطلقه وأم لثلاثه أطفال . تقبّلت الوضع بالرغم من تقصيره وعدم مقدرته على العدل بيني وبين زوجته الأولى ، ولكن حبي له جعلني أتحمل الظلم والقهر والغبن بعد حملي أعلم زوجته وأهله زواجنا ولم يتقبل الوضع أحداً منهم ، وزادت المشاكل والظلم وتم الضغط عليه وطلقني لأجل إرضائهم ولكنه عاد إليّ وراجعني قبل انتهاء العدة ورجعت ع أساس أنه سيبقى في السر فترة محدده لحين اقناعهم .. أنجبت طفلي و يبلغ الآن من العمر ثلاث سنوات وثلاثة أشهر . قبل عامين حتّمت عليه ظروف عمله أن ينتقل إلى بلد عربي وأخذ زوجته وأولاده للاستقرار معه ، وأنا ابقاني في بلدي لعدم مقدرته على مصاريف السكن وعدم مقدرته ع العدل لعدم معرفة زوجته بأمر ر جوعي له .. طالبته كثيرا مرارا وتكرارا بضرورة استقراري معه لأنني لا أستطيع العيش بعيدة عنه واحتياجاتي كزوجة تحتم عليا البقاء بقربه إلاّ أنه لم يفعل ، وكان يأتي إليّ بين الشهر والشهرين مرّة أو مرتين ، وأحيانا أنا اسافر له ولمدة لا تتجاوز الأسبوعين وارجع إلى بلدي .. قبل فترة بسيطة لا تتعدى الشهور استوقفني صاحب تاكسي لعدم وجود سيارة معي وطلع هذا الشخص معروف لدي من أيام الطفوله وجار قديم وأعرف اسرته وكان إعجابه بي أيّأم الطفوله والمراهقة واضح إلاّ أنني اعتبره ويشهد الله على كلامي ليس إلاّ سائق وأخ فقط لا غير..احتجت اليه في بعض المشاوير اللازمة لي وتكرر توصيله لي وكان يأخذنا بعض الحديث المتنوع وأحياناً كان يعترف بأنه لا يزال يحبني ولكني اقسم بالله أنني أوقفته عند حده ولم أرضَ له بالتجاوز في هذا الكلام لأنني احب زوجي حبا كبيرا و اقتناعي به كزوج يكبر يوما عن ما قبله . وأكثر من مرة منعته من التواصل معي نهائيا لانني لم أكن مر تاحه لتصرفي وخروجي أو الحديث معه .. ما غلطت فيه هو قبولي للخروج معه والجلوس معه فوق السيارة وتبادل الحديث المتنوع مابين ظروفه التعيسة مع زوجته أو وضع البلاد البائس أو مشاكل عمله. أكتشف زوجي مكالمات معه والتي والله العظيم لم تتجاوز مني الكلام العادي والغير خادش للحياء واكتشف خروجي معه وربنا يشهد أنها كانت هفوة ليس لها اي قيمه عندي او هدف إلاّ أنها مجرد شيء لا معنى له . بعد أن اكتشف زوجي هذه التصرفات لم يواجهني أبداً ، ولكنه كان يلمح لي بانه يشعر ببعدي عنه وأنه يشعر بضيق ويتساءل هل هو مقصر معي في شي أم لا !وقتها كنت أحلف له أيماناً بالله أنه بالنسبة لي كياني وحياتي وهو بالفعل كذلك وأنه يملؤُ حياتي من جميع النواحي ، ولم أكذب أبداً لأنه بالفعل كذلك ؛ إلاّ أنه لم يواجهني أبداً !! وفجأة يقوم باختلاق موضوع شراء أرضية وحاجته إلى مبلغ من المال وعرض عليّ بيع سيارتي التي شاركني في شراءها بعد بيعي سيارتي القديمة وتقريبا شاركني بنصف المبلغ وفعلا وافقت على بيعها حتى أساعده وأقف إلى جانبه في شراء الأرضية وبناء منزل لنا و لزوجته وأولاده . وفعلا تم بيع سيارتي واستلم هو المبلغ كاملا ..كذلك اخترع ضرورة سفري معه لبلد قريب منا على أساس أنه بحاجة للجلوس معي وقضاء وقت ممتع معي وتجديدا للعلاقه بيننا ، وطلب مني الذهاب إلى البلد الذي يقيم فيه مع أولاده وزوجته الأولى لسوء الأوضاع في بلدي وبعدها طلب مني أن أترك ابني مع زوجته الأولى وأولاده ونرجع أنا وهو بلدي لشراء الأرضيّة واستكمال بيع السيارة رسميا وبعدها السفر إلى البلد الاخر لقضاء اجازة زوجية اي بمعنى أسبوع عسل ... ما حدث بعد وصولنا إلى بلدنا جلسنا مع بعض ونحن في قمة الرومانسية يصف لي حبه وحنانه واهتمامه يومها تم استلامه مبلغ قيمة سيارتي وتم أخذه لجواز سفري واليوم الذي بعده خرج ولم يعد .. ارسل لي رسالة يعترف بأنه عرف بقصة المكالمات الهاتفية بيني أنا والشخص وخروجي معه . بعدها تم التواصل مع صديقتي يعترف لها بأنه أخذ فلوسه وابنه وينوي طلاقي وسيتم إرسال ورقة طلاقي ، وبعدها بيوم اتصل بي أسمعني أبشع أنواع الكلام والسب والشتم و طلقني وانهى عشرة خمس سنوات وانتزع ابني مني وأخذ فلوسي ... انهرت تماما وصدمني فعله تواصلت معه أنا و صديقتي وأخذ وعطا في الكلام معنا ولكنه يبدي لنا صدمته فيني وفي خيانتي له وأنه مجروح مني . اعترفت له وأقريت بخطأي وندمت وطلبت العفو والسماح لأنني لا أستطيع العيش بدونه ، أقسمت له بأنه لا يوجد في قلبي غيره ولم يمسسني أحد غيره ولم يشاركه أحد في جسمي ولم يلمس لي طرف إلاّ هو .. طلبنا منه أن يتراجع عن قرارة ويرجعني كزوجة له ولن أكون إلاّ زوجه تائبه نادمه مخلصه له طول العمر ، وان كانت خطيئتي لا تتجاوز الكلام في الجوال أو لقاء لم يتجاوز اي حدود وربنا يشهد على صدقي .. ماذا أعمل وبماذا تنصحوني أنا من يوم فراقه لي ونزع ابني من حضني أموت كل دقيقه وكل ثانية . أخطأت واعترفت وأقريت بذنبي أموت يوميا من شدّة الندم ... فعلا هو حياتي وهو الهواء الذي اتنفسه .. أريد نصحكم ومشورتكم وأريدكم أن توجهوا كلمة له وهل يجوز له تركي وطلاقي دون أن يتخذ خطوات في معاقبتي كالمواجهة والنصح والهجر والضرب كما أمرنا ديننا الحنيف .. والله لا أريد أن أخسره ولا أن يتربى ابني بعيدا عني أو عنه أبداً .. لجأت لربي يغيثني من هذا الهم ، ثم لكم تقدموا النصح لي وله وجزاكم الله عنا خيرا

17-10-2014

الإجابة

 
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يملأ قلبيكما بالرفق والرحمة والخشية والحياء ، وأن يلبسنا لباس الستر والعافية .
 
 بداية ابدأ بها نصيحة لكل زوج ..
 الزواج ( أمانة ) ..
 والزوجة ( أمانة ) ..
 وحق الأمانات الحفظ والصيانة والرعاية والوفاء بحقها وتعظيم حقها بتعظيم أمر الله فيها .
 وقد حذّر الله المؤمنين من خيانة الإمانة بالتفريط أو الإهمال أو الغش أو الظلم وبكل ما يسوء حفظ المانة ورعايتها فقال  : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ " [ الأنفال : 27 ] .
 
 وهجر الزوجة ، وإهمال حقها والتفريط في ذلك والغياب عنها مع الإمكان أن لا يغيب عنها لفترات طويلة .. كل هذا داخل في تضييع الأمانة .
 
 وتصرفات بعض الأزواج قد تعين الشيطان  على أن يدخل فيما بينه وبينزوجته فيجرّ الزوجة إلى الحرام أو يجرّ الزوج إلى لحرام .
 على أن تقصير أحد الطرفين في حق الآخر لا يبرر الخيانة والخطيئة والذنب غير أنه ينبغي أن يكون موقف الزوج موقف الراعي الذي يصون رعيته لا موقف الراعي الذي يقسو على رعيته بالظلم والاهمال .
 وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن شرّ الرعاء الحطمة ) .
 الرعاء يعني من ولاّه الله مسؤولية على رعيّة من زوجة أو ابناء أو أفراد ..
 والحطمة يعني الذي يكون في تعامله معهم عنيفا قاسياً مهملاً اهمالاً يحطمهم ويحطم مشاعرهم ونفسياتهم .. وهكذا .
 
 لذا أنصح الأزوج - وزوجك خاصّة - أنه ما دام اختار لنفسه أن يعدّد فإن عليه أن يعظّم هذه الشريعة التي شرعها الله . فالتعدّد ليس شريعة البشر إنما هو شريعة رب البشر ، وحق الشريعة التعظيم ، وعليه أن يكون على قدر المسؤوليّة في ذلك .
 
وفي مثل هذه المشكلات ..
 ينبغي أن يكون موقفه موقف الحكيم الحازم ..
 الطلاق ليس حلاًّ ما دام أن هنا روابط شعورية بين الطرفين وروابط نسب بينهما من خلال ( الطفل ) الذي بينكما ..
 
 ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة . فإنه صلى الله عليه وسلم لم يتعجّل طلاق عائشة رضي الله عنها حين اتهمها المنافقون بالخطيئة .
 مع أنه وجد من يُشير عليه بطلاقها إلاّ أنه لم يتعجّل الطلاق  احتراما وإكراماً للرابط الشعوري الذي بينه وبينها ، وكان ما يزيد عن أن يقول لها : إن كنت أذنبتِ فاستغفري .
 
 ومن هنا ينبغي على الزوج أن يراعي الحب الذي كان بينكما ، وان يراعي ايضا جانب تقصيره ، وان يراعي ايضا وجود طفل بينكما .
 
 أخيّة . . 
 الحياة مواقف ..
 والمؤمنة الحصيفة تتعلّم من مواقف الحياة . في تحسين  نفسها وأخلاقها وأدبها ، وها أنت قد وقفت على أثر شؤم المعصيّة ، وكيف أننا أحيانا نحتقر معصية من المعاصي على صغرها ونتساهل فيها ، ونغفل أننا إنما نعصي الله بها سواء كانت صغيرة أو كبيرة .
 وقد قيل لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى من عصيت !
 
 لذلك ..
 أنصحك بكثرة الاستغفار ، وحسن التوبة والثبات على التوبة وأن تتخلّصي من كل ما يجرّك إلى المعصية والخطيئة .
 لا حلّ لك إلاّ صدق العودة إلى الله . فإن صدقت مع الله بكثرة الاستغفار والنّدم وحسن الظن بالله .. فإن الله سيسخّر لك ما هو خير لك .. سواء كان زوجك أو يسخّر لك من هو أفضل .
 فإن الله قال في الحديث القدسي : ( ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ) 
 كل ما عليك أن تملئي قلبك ثقة ويقينا بالله ، وتحسني الظن به  وتوجّ÷ي كل همّ: واهتمامك أن يغفر الله لك ويرضى عنك ، فإذا رضي عنك سبحانه فإنه سيختار لك ما يرضيك .
 ولا تختصري أو تحصري  ما يرضيك في شخص زوجك .. بل اتركي الأمر لله فهو الذي بيده خزائن كل شيء وهو الذي ( يعلم ) و نحن ( لا نعلم )  .
 
 وفي نفس الوقت ابذلي الأسباب المشروعة والممكنة للصلح مع زوجك ..
 والصلح لا يعني أن تزيدي من تنازلاتك في حقوقك الشرعيّة ، لأن كثرة هذه التنازلات هي سبب من الأسباب التي جرّتك إلى ماوصلتِ إليه من حال .
 لذلك استغفري ربك ..
 وأحسني الظن بربّك 
 واسعي للصلح بينك وبين زوجك ..
 فإن أصرّ على موقفه .. فثقي تماماً أن الله يهيّؤك لاختيار هو خير لك .
 ودائما حينيأخذ الله منك شيئا .. لا تنظري إلى ما أخذ بل انظري إلى ما أبقى لك .
 فإن اخذ منك طفل فقد ابقى لك ثلاثة !
 وإن صرف عنك زوجا تحبينه .. فقد وهبك الفرصة للتوبة والاستغفار ..
 وهكذا ..
 اضبطي مشاعرك بالطريقة التي تساعدك على أن تتعايشي مع حياتك بكل ما فيها من ظروف .
 ولا تحصري نفسك في إطار ظرف واحد !
 
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛ 

17-10-2014

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني