زوجي يمتلك الفرص ولايستثمرها !

 

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. حياكم الله . أودّ استشارتكم في وضعي مع زوجي هل هو صحيح أم لا ؟! من عدّة نواحي الأولى : أنه يسهر ليلا بشكل شبه دائم ويطيل السهر وحينما أتأفف يتعذر بأنه لا خوف علي فانا في أمان فمبنى شقتنا مؤمن جيدا ، وتارة أخرى بأنه لا يستطيع أن يغير عادة اعتادها منذ زمن مع أصدقائه خوفا من أن يخسرهم ! وثانياً : أنه لا يهتم بما يتعطل في البيت بشكل فوري فدائم التأفف من أي عمل يقوم به في البيت حتى لو كان إخراج القمامة ! والثالث أننا نمر خلال الفترة التي امتدت منذ بداية زواجنا إلى الآن (6 أشهر )بضائقة مالية شديدة حد الفقر لأن راتبه كله في جمعية ننتظرها منذ أشهر ، ولديه الكثير من الوقت وهو معلم مشهور لمادة الحاسوب وخاصة بعد أن أكمل دراسة الماجستير في أمريكا ، وعاد زادت ثقة الطلبة به لكنه لم يعمل لا بمجاله ولا بمجال التجارة الحرة في احد المحال كما هو شائع بين الشباب .، وكلما اقترح اقتراح للعمل وللتوسيع علينا خاصة أنني حامل في شهري الخامس وكثرت احتياجاتي حتى من الطعام ولم يلبها لي أو تلبّى على فترات متباعدة وبعد شقاء فانه يقول الرازق هو الله اصبري.. ولا يحرك ساكنا ! ورابعاً : أنني خريجة طب بشري ومن أول جلسة تعارف بيننا في بيت أهلي ذكرت أنني سأكمل التخصص والعمل ، وأنني أريد أن أكون صاحبة القرار فيما إذا كنت سأكمل أم لا ، وشرط ذلك عليه في عقد قراننا وقبل ورحب ، لكنه الآن لا يقبل بخروجي إلاّ بعد عناء و اختفى كل ذلك الدعم لي ولطموحي وحديثه عن الثقة في وفي قراري .. لا أدري هل أنا متضايقة منه بسبب وضعنا المالي وعدم مبالاته فلا أستطيع التعامل معه برغم إدراكي لإيجابياته ، أم أن وضعي هذا يحتاج فعلا وقفة ايجابية مني ومن عائلتي مع العلم انهم ليس لديهم ادنى فكرة عن كل هذا لأني أدرك بأن بداية الزواج صعبة كفاية بدون تدخلات فكيف مع التدخلات !! ولكن هل يمكنني فعل ذلك وحدي أخاف أن أبقى على وضع يدفع ثمنه طفلي معي أو أتنازل في ما هو حق لي واضيع تعبي وتعب عائلتي بسبب ضعفي .. أفيدوني أفادكم الله .

15-10-2014

الإجابة

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يبارك لكما وعليكما وان يجمع بينكما في خير ، وأن يصرف عنكما السوء وأهله ، ويكفيكم بحلاله عن حرامه وبفضله عمّن سواه .
 
 أخيّة ..
 نحن ضمن منظومة ( هذه الحياة ) ..
 الحياة الدنيا التي من طبيعتها ( الكدح والمشقة والنّصب ) .. مما يعني أنه ينبغي أن نستحضر هذا الأمر في حسّنا وشعورنا ، ليكون هذا الاستشعار عاملاً مهمّاً لمساعدتنا على أن نتعايش مع حياتنا وواقعنا بشكل إيجابي .
 كون أنه ( رجل ) و أنت ( أمرأة ) .. فهذه ا يعني أن بيتكم يجمع بين ( مختلفين ) ومن الخطأ أن تعتقد الزوجة أنها حين تدخل حياتهاالزوجية فإنها ستجد زوجاً يكون على نفس الوصف والتخيّل الذي رسمته له !
 
 لذلك التعايش مع الحياة ليس هو التراخي مع ظروفها والاستسلام للظروف ، بقدر ما أن التعايش يعني إدارة الذات للتعامل بالطريقة الصحيحة مع كل ظرف وموقف .
 
 أخيّة ..
 الرجل بطبيعته (  خاصّة في بدايات الزّواج ) يبقى عنده نوع من الارتباط الشعوري بالصحبة والأصدقاء وبالنّمط المعيشي الذي ألفه خلال أكثر من 15 عام ، ولذلك بعض الشباب يجد صعوبة ( شعورية ) في أن ينفصل من هذا النمط المعيشي حين يدخل حياته الزوجية ، لذلك يتأخّر التغيير والتأقلم على نمط الحياة الجديدة  بشكل تدريجي .
 مهمّتك هنا ..
 ليس هو تأنيبه ومعاتبته على كثرة السّهر ..
 لكن حفّزيه أن يشتاق للبيت .. وأنت كأنثى اقدر على تحفيزه من خلال أنوثتك   ليكون أكثر شوقاً للبيت ..
 كوني دائما على تهيؤ له ..
 كوني مبتسمة دائما حين تقابليه ..
 حاولي أن تُزاحمي سهره  بأن تطلبي منه بطريقة لبقة أن تخرجي معه ، وان يكون لكما في الأسبوع ليلة أو ليلتان للخروج والنزهة وهكذا ..
 كثرة نقدمه ومعاتبته  تزيد من عناده ، سيما وأن زوجك  يعطي لأصدقائه ( حساب ) فهو لا يريد أن يخسرهم .
 وبين فترة وأخرى ..
 صارحيه بأن تأخّره  يجعلك حزينة لأجله ..
 هكذا تستثيري عاطفته تجاهك ..
 
 مسؤوليات البيت ..
 ايضا لا تُكثري عليه الطّلب .. فقط تصرفي بطريقة تجعله يهتم بنفسه لا بكثرة طلباتك ..
 مثال : أردت أن تتخلصي من كيس القمامة .. فقط ضعي الكيس له عند باب الخروج .
 نقص عليك شيء في البيت . .  ايضاً ضعيه أمامه .. او اكتبي له ورقة أو رسالة .. المقصود أن تتجنّبي قدر المستطاع التوجيه أو الطلب المباشر .
 وتأكّدي أن مواقفك الزوجية هذه فرصة لك أن تصقلي مهاراتك في التعامل وأن تجرّبي أكثر من مهارة وتبتكري الأفكار ... وتستمتعي بذلك .
 لا يكن همّك أن يستجيب أو أن يتغيّر بقدر ما يكون همّك ان تكتسبي أنت المهارة .
 
 أمّا العمل . . 
 وعدم سعيه لطلب الرزق .. هنا كوني جادة حازمة معه في الأمر  ..
 اقترحي عليه مثلاً أن يهيئ غرفة من غرف البيت لتكون فصلاً دراسيّاً ..
 وركّزي على قضية أن تعملي أنت ، وان تستفيدي من شهادتك في الطب .
 لأن بوادر ( كسله ) تعطي مؤشّر أن لابد أن يكون لك نوع من الاعتماد على نفسك من الناحية ( الماديّة ) .. ولا تطلبي منه ذلك على أنه شرط بينكما ، لكن اطلبي منه ذلك على أنه نوع من أن تكسري وحدتك وجلوسك في البيت كون أنه يسهر مع أصحابه ، وفي نفس الوقت . أن هذا جهد عمرك وطموحك وأنك تثقين بتحفيزه لك .
 حاولي حين تطلبي أن تطلبي بطريقة تحفّزه  للتجاوب ، وليس بطريقة النقد والعتاب والتلاوم .
 الرجل يحتاج للمدح .
 
 امنحي نفسك سقفاً زمنيّاً ، من خلال هذالسقف الزمني تبذلي كل الأسباب للتحسين ، فإذا لم يظهر لك التحسّ، ولو بشكل بسيط .. فهنا يمكنك أن تتكلمي مع من تثقين بحكمته ورأيه من أهلك ( وليس كل أهلك ) .
 
 المقصود : 
 - تعايشي مع واقعك بتفاؤل .
 - تجنّبي أسلوب اللوموالعتاب .
 - تفنّني في تحفيز زوجك بالمدح  ، وفي نفس الوقت تجنّبي مدح نفسك  أمامه .
 - تفنني في طريقة  الطلب . وصدقيني هناك طرق أفضل بكثير من طريقة ( افعل ولا تفعل ) أنت كأنثى تعرفين الكثير .
 - مسألة عملك وشهادتك ينبغي أن يكون موقفك فيها موقفا حازماً بما أنه شرط بينكما . لكن لا تجعلي حزمك بطريقة ( الأمر والشرط والمشاحّة ) أفهميه أن هذه رغبتك وهذا جهدك ، وفي عملك فرصة لتغيير مزاجك ، وفرصة لتحسين وضع العائلة والأسرة .
 
 استعيني بالدّعاء ..
 وأكثري من الاستغفار ..
 
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛ 

15-10-2014

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني