لا ينقصني شيء .. واكتشفت أن زوجي يعرف امرأة غيري !

 

السؤال

السلام عليكم منذ سنه تقريبا اكتشفت ان زوجي متعرف على امرأة اخرى مع اني لاينقصني شئ وقد ناقشته في الموضوع بحكمه وفي مرات عديدة ولكنه يوعدني انه سوف ينهي الامر في اسرع وقت ثم اكتشف امرا جديدا مع ذلك جعلت الامر بيني وبينه ولم اخبر اهلي والان وجدت رسائل جوال مرسله الى رقمها علما باني حذرته بانه باقي له غلطه واحده فماذا افعل وانا متاكده انه يحبني ولا اريد ان اخسره من اجل اولادي

12-12-2010

الإجابة

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
 وأسأل الله العظيم أن يهدي قلب زوجك وأن يردّه  إليه ردّاً جميلا . .
 
 أخيّة . .
 الخيانات الزوجيّة هي مشكلة تكاد تصبح ( ظاهرة ) :
 - سيما مع ما نعيشه من الطفرة ( الاتصاليّة ) بين الناس في هذا العالم الذي يكاد يصبح قرية كونية واحدة . .  ( الانتر نت ) ( القنوات )  وسائل الاتصال والتواصل أصبحت  مهيّئة وميسورة ومزوّدة بكل الوسائل التي تقرّب  التواصل بين طرفين ..
 - مع هذه الطفرة اجتمع ( ضعف التديّن )  وضعف المراقبة والبعد عن الله تعالى .
 وهذا مما كان له السبب الواضح في نشوء هذه المشكلة وتفشّي هذه الظاهرة . .
 - هناك اسباب اخرى مهمّة من جهة  أحد الطرفين في العلاقة الزوجيّة ..
 إمّأ أن يكون الزوجة مقصّرة في حسن التبعّل لزوجها .. نعم قد تكون جميلة ورشيقة ومؤدبة وخلوقة ومهتمة ببيتها .. لكنها لا تحسن الاغراء والجذب . .  لا تهتم بالكلمة الدافئة ولا بالتجمّل ولا بحسن التزيّن ولا ببراعة ( الغنج ) و ( التأنّث ) عند زوجها  ..  الأمر الذي  يجعله أكثر ضعفاً عند أي مغريات تقابله ..
 بالطّبع .. تقصير الزوجة لا يبرر للزوج فعل الخطأ .. ولا يبرر له الخيانة .. لكن هو سبب ينبغي على الزوجة أن تضعه في الاعتبار . .
 قد تقول بعض الزوجات أنا أتجمّل وأتزيّن لزوجي ..
 - لكن يبقى أن هناك أخلاق مهمّة  وسلوكيات مهمّة تجذب الزوج  ايضا غير التجمّل والزينة .. ومنها عدم إشعار الزوج بالمحاصرة والتحقيق  والمراقبة .. اين ذهبت ومع من .. ولماذا .. وخذني معك .. ولماذا تأخرت وكل هذا ونحن ننتظرك ..!!
 إلى غير ذلك من العبارات والأساليب  التي  تشعر الزوج بالرقباة والمحاصرة والتضييق الشّعوري !
 - قد يكون هناك ( بُعد ) جسدي بين الطرفين كأن يكون الزوج يعمل في مدينة وزوجته في مدينة أخرى ولا يجتمعان إلاّ نهاية الأسبوع أو نهاية الشهر أو في المواسم والاجازات وهكذا . .
 هذا البُعد الجسدي بين الطرفين ايضا من الأسباب التي تساعد على هذا الانحراف السلوكي ..

 وما نقوله في حق الزوجة نقوله في حق الزوج  فالزوج قد يكون سبباً في أن يفتح باب الخيانة على مصراعيه لزوجته حين يقصّر في حقها أو يتجاهل  وجودها ومشاعرها ووجدانها . .
 ولا أزال أقول  .. أن تقصير أي طرف لا يبرر للطرف الآخر ( الخيانة ) أو الخطأ . .  لأن من قصّر مسؤول عن تقصيره ومن خان فهو ايضا مسؤول عن خيانته  ويتحمّل هو تبعات فعله .

 أخيّة . .

 مما يُنصح به لمعالجة مثل هذه المشكلة :
 1 - النظر للمشكلة في حدود الواقعيّة لا في معاني المثاليّة .
 خلق الله الانسان ليبقى إنساناً لا يخرج من طور بشريّته مهما كان حاله وكانت مكانته . فالانسان يبقى انسانا يخطئ ويصيب ويقع في الذنب والمعصية والاثم والخطيئة .
 سيما وأن الشيطان أحرص ما يكون على أن يغوي الانسان لأن هذه هي مهمته ووظيفته ، فكيف وهو أحرص ما يكون على  الإفساد والتفريق ما بين الزوجين .
 الزوج .. - ولو أنه متزوّج - لكن يبقى أنه بشر محتمل منه أن يقع في الذنب والمعصية والاثم .
 مشكلة بعض الزوجات  أنها حين ترتبط  بزوجها فهي تتوقع منه أن يبقى ( ملاكاً ) بلا أخطاء ولا تقصير ولا ذنب أو معصيّة !!
 ولذلك هنّ يشعرن بقوّة الصدمة حين يكتشفن خطأ على الزوج  كمكالمة له مع فتاة في الجوال أو الانتر نت أو نحو ذلك . . !
 وحين أقول أن الانسان  معرّض للخطا والوقوع في الذنب فذلك لا يعني أنها دعوة للذنب والمعصية ..
 بقدر ما هو تهيئة أنفسنا على أن ننظر لمن نحب بنظرة واقعية أكثر من كونها نظرة مثاليّة ..
 نعم نحن لا نحب  أن نكتشف أن من نحبه ( يخوننا ) !
 ونتأثر كثيراً حين نكتشف ذلك . .
 لكن حين يكون في داخلنا شعور أنه إنسان ويمكن أن يُخطئ  ، وأن  ( المخطئ ) يحتاج إلى من يعينه على تجاوز خطأه ،  فذلك يساعدنا على أن نتعامل معه بعيدا عن التشنّج النفسي ، والضغط الشعوري المتأثر بالصدمة . أو التسرّع في اتخاذ قرار ( مفصلي ) في حياتكما الزوجيّة .

 2 -  الالتفات إلى تنمية ( الروح الايمانيّة ) .
 من الأسباب الدافعة - وبقوّة - إلى مثل هذه الخيانات  ، هو ضعف الرقابة والروح الايمانيّة عند الشخص .
 ولو سألتك أخيّة . .  كيف هو حال زوجك مع الصلاة ؟!
 وفي نفس الوقت كيف هو حالك أنت مع الصلاة ؟ وكيف هي علاقتك بالله ؟!
 اتجهي إلى هذاالجانب بالإصلاح . .  فإن من كان لله كما يحب أعطاه الله ما يحب .
 ومن وسائل تنمية هذه الروح عندك وعند زوجك :
 أ - الحرص على الصلاة . أداء واهتماما . ومساعدته على القيام للصلاة وتحبيب الصلاة له . لأن من كان محافظاً على الصلاة يكون أقرب للتغيير والتأثر  وتحسين السلوك ، بعكس البعد عن الله المفرّط في الصلاة .
 ب - غيّري وتخلّصي من كل وسائل اللهو التي تكرّس من الوجود الشيطاني في البيت كالقنوات الفضائية غير المحافظة - إن وُجد - الآت اللهو والموسيقى والغناء ، الصور ونحو ذلك مما له أثر في تكريس الوجود الشيطاني في البيت .
 ج - اتفقي مع زوجك  أن يكون بينك وبينه عملاً إيمانيّاً مشتركاً تقومان به سويّاً .. كأن تختما يومكما قبل النوم بقراءة جزء من القرآن ، أو صلاة ركعة الوتر مع بعضكما أونحو ذلك من الاعمال الصالحة  ومهم جداً أن يكون العمل مشرتكا بينكما توقمان به مع بعضكما ..
 د - إنشاء مكتبة صوتية ومقروءة في البيت تحوي بعض السمعيات والكتب والنشرات التي تتحدث عن عظمة الله وحبه ومواقف اليوم الآخر ونحو ذلك .
 هـ - إن كان الزوج يستخدم الانتر نت  .. راسليه ببعض المقاطع المرئيّة والصوتية التي  تخاطب الروح . واستفيدي في ذلك من بعض المواقع الدعوية المهتمة بهذاالجانب كموقع ( طريق التوبة ) .
 و - تطهير المال .. بحيث يحرص الزوج والزوجة على أن يكون  مالهما من حلال .
 لأن المال الذي من حرام أو من شبهات له أثر على العلاقة بين الزوجين بل على الأسرة ككل .
 
 3 -  الحوار والمصارحة الهادئة .
 في بعض الحالات .. الزوجة لم تكن قد صارحت زوجها بما اكتشتفته عنه .
 ففي مثل هذه الحال .. المصارحة قد لا تكون هي الحل . .  سيما مع الزوج العنيد أو المتصف بالمزاجيّة .
 يكون الحل  بالمصارحة غير المباشرة . .
 كأن تقول له قرأت مشكلة زوجة  اكتشفت أن زوجها يفعل كذا وكذا . .  اسأليه ماهي نظرته لمثل هذاالزوج ؟!
 أو أن صديقة لك اشتكت زوجها .. واسأليه بماذا يشير عليك أن تشيري عليها . .
 أو اي طريقة غير مباشرة للمصارحة .
 وفي بعض الحالات تكون الزوجة قد صارحت زوجها  بخيانته لها .. فمثل هذه من الأفضل لها أن تحاور زوجها محاورة هادئة .. سيما وهي تجد من زوجها تقبّلاً  ويظهر عليه بوادر النّدم  ..
 تحاوره بأن تصرّفه هذا ينعكس بالسوء عليها هي كزوجة ، وعلى أبنائه .. فهم في يوم ما سيقتدون به ..
 كما أن سلوكه هذا ربما ينعكس على أهله .. فالأعراض ( دين وقضاء ) ومن بال في دار جاره سلّط الله عليه من يبول في داره . .
 والأمر الذي لا ترضاه على أهلك ينبغي أن لا ترضاه على أخواتك المسلمات ..
 وأن المسلم  ينبغي أن يكون أميناً على أعراض أخواته المسلمات وأن يكون فاعلاً ايجابيّاً في مجتمعه لا أن يكون معول هدم ..
 وتذكّريه أن من يسرق الأعراض ويكشف العورات هو ( الشيطان ) والعاقل يربأ بنفسه أن يأخذ مهمّة الشيطان ويكشف عورات أخواته لأجل إشباع نزوته ...
 ثم تبين له أنها تتفهّم موقفه في أن تكون ( كبوة ) وتسأله ما هي الخطوات التي يراها مهمّة  لتجاوز هذه المشكلة ومساعدته على أن لا يعود لمثل هذا ... بمعنى أن تثير في حسّه الرغبة في المعالجة والتغيير .

 4 -  امنحيه الثقة .. وتجنّبي المتابعة والبحث والتنقيب .
 إشعارك لزوجك بالثقة . . وإعادة الثقة له من جديد يساعده على تجاوز الخطأ  ، وفي نفس الوقت حرصك على عدم البحث والتنقيب من ورائه ، ومحاولة التصيّد . لأن البحث لن يحل المشكلة بقدر ما يزيد المشكلة مشكلة أخرى .. وفي نفس الوقت البحث والتنقيب لن يمنحك الهدوء والاطمئنان بقدر ما يمنحك التوترّر والهمّ والغمّ والاغتمام .

 5 - ابتعدي  عن القرار ( الحدّي ) .
 القرارات الحدّيّة .. تزيد من توتّرك .. لا تقولي لو اكتشتف عليك مرّة أخرى ( طلقني ) أو سأذهب إلى بيت أهلي . .  أو تقرري من لحظتك أن تذهبي إلى بيت أهلك . .
 القرار ( الحدّي ) . .  لا يعطيك فرصة أن تبذلي الأسباب والوسائل المناسبة لمساعدة زوجك ..
 القرار الحدّي يشكل عليك ضغطاً آخر ..  فتوقعين نفسك بين خيانة زوجك وبين أن لا تخسري قرارك في لحظة إخلاله بالأمر ..
 الأفضل من ذلك ..
 التخويف بالله  تعالى .. وتذكيره بقوّته وقدرته وعظمته ... وأنه سيكون مسؤولاً عن خراب بيته واسرته ما لو استمرّ على هذا الطريق .
 الكلام ( العائم ) الفضفاض أفضل من القرار الحدّي .

 6  - الدعاء  وكثرة الاستغفار .
 فإن الدعاء سلاح المؤمن . .  وهو ( السهام ) التي لا تخطئ . .  وهو العمل الذي لا يُرد - بإذن الله - لأن الله قال في كتابه وقوله الحق : " ادعوني أستجب لكم "  .. ولأن الهداية هي منحة الهيّة يمنحها الله تعالى من شاء من عباده ولا يمكن لأحد أن يمنحها من يحب .. لذا كان طلب الهداية لمن نحب من الله هو الطريق الأجدر للتغيير والاصلاح ..
 أكثري له من الدعاء .. وتحيّني  فرص اجابة الدعاء كأواخر الليل وأدبار الصلوات وفي السجود .. واسأليالله تعالى بصدق وإلحاح .. واملئي قلبك ثقة بالله وبوعده بالإجابة .
 والاستغفار باب الاطمئنان والاستقرار . .  يقول صلى الله عليه وسلم : " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية " .

 أسأل الله العظيم أن يصرف عنك وزوجك  السوء والفحشاء . .
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛

12-12-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني