صًدمت بزوجي .. يدخن ويشاهد الافلام الاباحيّة !

 
  • المستشير : غلا محمد
  • الرقم : 1785
  • المستشار : أ. منير بن فرحان الصالح
  • القسم : استشارات فقه الأسرة
  • عدد الزيارات : 11513

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله انا امراة تربيت في اسرة ملتزمة حريصة جدا على الدين وتربيت على مخافة الله والعمل على رضاه والابتعاد عن كل امر مخالف لشرع الله وعندما تقدم لخطبتي شاب وانا ما زلت في التاسعة عشر من عمري وافقت اسرتي على تزويجي به لما فيه من الصفات والسمعة الطيبة وبعد ان تزوجته وجدت ان هناك امورا كثيرة لم تعجبني به تخص الدين مثل الحرص على الصلاة وسماع الأغاني ومشاهدة الافلام الاباحية ولكني سعيت الى تغيره وتعديل سلوكه بكل ما استطيع علما بانه يكبرني عشر سنوات وشخصيته صعبه جدا ومتشائمه بينما انا فتاة رومنسية وحالمة و رغم ذلك احببته وبشدة وحرصت ان اكون كل ما يتمناه من المرأة جعلته هدفي وطريقي لدخول الجنة بذلت له كل ما استطيع لأجعله سعيدا واعوضه الحرمان الذي عاشه في اسرته المفككه كانت حياتنا سعيده الى حد كبير ما عدى ما يعتري الحياة من مشكلات لا تخلوا منها البيوت وبعد ثلاثة اطفال وعشر سنوات عشرة اكتشفت انة مدخن وانه على ذلك منذ خمس سنوات وانه كان مدخنا قبل الزواج واقلع عندما اراد الزواج ثم عاد له تدريجيا ودون ان اشعر رغم انني كنت الاحظ بعض الأمور مثل الرائحة وبعض البقع على ثيابه وعندما اسألة كان يقول انه لابد ان السبب من زملائه المدخنين وعندما اكتشفت ذلك بالصدفة وضيقت عليه اعترف لي ورغم صدمتي به ذلك لأني احبه جدا واخاف عليه واثق به ثقه عمياء ولم اتوقع منه انه ممكن ان يكذب علي او ان يخدعني غضبت منه كثيرا الا انني عندا هدأت تحدثت معه وطلبت منه ان يتركه واخبرته انني سأقف بجانبة واساعدة واعتبر هذا الأمر كبوة جواد ففرح وعدنني ان يقلع وان يكون صادق معي ولكن بعد ثلاثة اشهر اكتشفت انه ما زال يدخن ووجد ت لديه فلاشات افلام اباحية كان يشاهدها عندما نخرج انا وابنائي علما بأننا لانملك في المنزل الا القنوات الاسلاميه وان ابناءنا في مدارس لتحفيظ القرآن وانه يمقت المدخنين امامنا ويسبهم ومنذ مااكتشفته مؤخرا واطلعته عليه انكر ثم اعترف ووعدني انه سيتوب ويتغير لكن المشكله انني اصبحت اكرهه ولم اعد اشعر بالثقه به ولا بكلامه واشعر بكآبه حادة فقدت بها طعم الحياة ولم اعد استطيع ان استمر معه او حتى انظرله طلبت منه الطلاق لكنه يرفض ويطلب فرصه اخرى لكني لااصدقه واخشى انه ما زال يتلاعب بي ويستغل حبي له وحرصي عليه وعلى بيتي علما ان اهلي لايعرفون شيئا عن ما اعاني منه وبالعكس دائما احرص على ان ابقي صورته مثالية امامهم وامام ابنائي حتى اهله لايعلمون شيئا مما اعانيه من ابنهم الآن انا انام بغرفة منفصله دون ان يشعر ابنائي وعلاقتي به رسميه جدا ولكن امام الاولاد نبدوا طبيعيين والمشكله انني لم اعد استطيع النوم او الاكل واعاني من كآبه حاده وليس لدي احد الجأ له او ان اشكوا له همي عدى رب العالمين ارجوا افادتي بالحل لأني محتاجه فعلا لمن يدلني فانا ان اصريت على الطلاق سأظلم ابنائي وان بقيت معه سأظلم نفسي

12-12-2010

الإجابة

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
 واسأل الله العظيم أن يهدي قلب زوجك ويردّه إليه ردّاً جميلاً . .

 أخيّة . .
 من اجمل الوفاء وحسن التبعّل من الزوجة لزوجها حرصها على هدايته والتأثير عليه لتحسين سلوكياته وتغيير ما يجمل به أن يغيّره من عادات وسلوكيات .
 وما يقدمه الانسان ابتغاء مرضاة الله تعالى فإنه لن يندم في يوم ما على زمن قضاه أو لحظة أو موقف أو عمل  عمله لأجل الله ، وأثر العمل يكون بقدر  الصّدق فيه مع الله .

 أخيّة . .
نحن ( البشر ) خلقناالله تعالى لنكون ( بشراً ) .. ولن نكون في يوم ولا في لحظة من لحظات حياتنا  ( ملائكيين ) بلا ذنب أو خطيئة !
 هكذا خلق الله الانسان ( يذنب فيتوب ) .
 جاء في الحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " كل ابن آدم خطّاء وخير الخطّائين التوّابون "  إنه لم يقل خير الناس الذي لا يذنب .. وإنما قال ( خير الخطّائين التوّابون ) .
 وجاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : " لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون " .
 إنها ليست دعوة للمعصية والخطيئة . .
 إنما هو بيان أن نفهم أنفسنا ونتعامل مع من حولنا في حدود هذا الاطار ، إطار ( بشريّتنا ) . .
 خبريني أخيّة من هو هذا الانسان الذي لم ولا يذنب ؟!
 إن الانسان مهما بلغ في تقواه ومراقبته لربه وعبادته لله فإنه لن يصل بذلك إلى مرحلة تعصمه من الخطأ !
 إلاّ أن يكون ( نبيّاً ) مرسلا أو ( ملكاً ) مقرّبا !!
 ونحن ( بشر ) !

 أحيانا تكون مشكلتنا في  حجم نظرتنا للمشكلة . .
 قد نضخّم أحيانا نظرتنا للمشكلة فتتضخم المشكلة حتى تكون كأنها هي ( الداهية ) التي لا حياة معها !
 وأحيانا قد نستهتر  في النظر لمشكلة ما على أنها شيء بسيط وهيّن . .  والواقع أنها السوسة التي تنخر في الجدار !
 
 لذلك أخيّة ..
 التوازن في النظرة بين المثالية والواقعيّة هي النظرة التي تساعدنا أن نتجاوز كثيرا من مشكلاتنا بإيجابية ونديرها بطريقة صحيحة .

الان أنت بينك وبين زوجك  عمر ( 10 ) سنوات زواج  ، وتوّج هذا العمر بزهرات  صغار - حفظهم الله وبارك فيهم -  وقد بدات معه جهداً ، ولمست منه في أثناء ذلك تغيّرا وتأثّراً . .
 فهذا يعني أن ( الطلاق ) ليس هو الحل !
 سيما وانت تعرفين من زوجك أنه يتأثّر  بحزمك وفي نفس الوقت يتأثّر بتوجيهك ونصحك ..
 أفلا يحفّ.ك للحياة معه  قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النّعم "  ؟!
 
 التدخين يا أخيّة . .  عادة سيئة وهو أمر أسهل ما يكون أن يتخلّص منه صاحبه ..
 وما دام ان زوجك يُبدي رغبة واستداداً فهذا يسهّل كثيراً  أمر تخلّصه من التدخين . .  سيما لو أنه راجع عيادات متخصصة في معالجة المدخنين ونحو ذلك ..

 لكن الأهم من ذلك هو :
 - أن تدركي تماماً أن زوجك بشر من البشر يخطئ كما يخطئ الجميع . هو بحاجة إلى من يعينه على التوبة والاستغفار .
 - تتحاوري مع زوجك بهدوء .. وتذكّريه أنه الآن لم يعد زوجاً  فحسب بل أصبح ( أباً )  مما يعني أنه أصبح الان محل قدوة لأبنائه .. ابناؤه سيقلّدونه في كل شيء . ، وتذكّريه دائماً أن المعصية والاستمرار عليها ينعكس شؤمها على نفسه واسرته وابنائه بالضياع والشتات .
 
 - أن تحرصي على بناء الروح الايمانيّة عند زوجك .. ولا تركّ.ي فقط على مظاهر السلوكيات الخاطئة عند زوجك كالتدخين ومشاهدة الافلام .. بل ركّزي على بناء الروح الايمانيّة عنده ..
 أعينيه على القيام للصلوات .. وذكّريه ان هذا أهم ما يكون في علاقة الانسان مع ربه .. وتضييع الصلاة يعني انطفاء نور الحياة .. فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " والصلاة نور " .
 رغّبيه  في الصلاة وحفّزيه على ذلك .. وتذكّري قول الله : " وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها " إنه لم يقل : واصبر عليها .. وغنما قال " واصطبر عليها " يعني استمر في الدعوة والنصيحة والتوجيه والتحفيز بكل وسيلة ولا تيأس .
 اربطيه بصحبة صالحة . .  اطلبي منه أن يتكلم مع إمام المسجد أو زوّديه برقم بعض الدعاة والطيبين  ليحتووه وليكون في مجالسهم وصحبتهم .. فهذا مما يعينه كثيراً على إصلاح نفسه .
 - احرصي أشد الحرص على أن لا تتبعي أثره ولا تبحثي من ورائه وتنقّبي خلفه .. البحث والتنقيب لا يصلحه كما أنه لن يسرّك .. ففي كلا الأمر مفسدة لك وله .

 أخيّة .. ما دام ان زوجك يبدي رغبة فيالتوبة والعودة فهي فرصة حقيقية أن تكسبيه للجنة .
 صدقيني سيتلاشى منك شعور الاكتئاب  .. بمجرّد ان تذكري وتحفّزي نفسك بـ ( خير لك من حمر النّعم ) وأن تتذكري أنك في حياتك محتسبة  .. وانك ( وقف لله ) في كل عمل تقومين به .
 ستجنين أثر ذلك في زوجك .. ونفسك  وولدك . .
 وما دام أنك تجدين في أبنائك تميّزا في حفظ القرآن والحرص على الاستقامة .. فقد يكون الطلاق مهلكة لهم ولك وله . .

 أخيّة . .
 الله سبحانه وتعالى  حين ذكر آية المصائب التي قد تصيب الانسان سبقها بقوله : " واستعينوا بالصبر والصلاة " كإشارة أن الحياة لابد وان يكون فيها ما يكدّر الخاطر ، .. لذلك على الانسان أن يستيعن على ذلك بالصبر و الصلاة .. افزعي إلى الصلاة . .
 جرّبت مع زوجك كل الوسائل . .
 جرّبي أن تفزعي إلى الصلاة . .  وتلحّي على الله بالدعاء وبصدق . .  وثقي أن الله يحب الصّادقين ويجيب دعوة المضطر إذا دعاه .

 وفقك الله واسعدك .
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛

12-12-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني