أنا أمر بظروف صعبة جدا

 

السؤال

أنا أمر بظروف صعبة جدا, و بما أنى شاب مثل أي شاب فلي الكثير من المتطلبات و لكنى اعرف الظروف جيدا لذا فانا لا اطلب شيئا, و أعيش و احمد الله على كل شيء, أما بالنسبة لي فانا غير راضٍ عن نفسي لأني كنت أصلي كل الصلوات في ميقاتها أما الآن فقد أقلعت عن الصلاة لا أدري لماذا اشعر بالتعب و عدم الراحة و القلق و أنا بعيد عن الصلاة لا أدري ما الذي حدث لي فانا أريد أن أصلي و أريد أن أبعد عن كل شر و لكن لا أدري ما الذي بداخلي, أنا أحب فتاة و كانت هذه أول مرة أحب فيها أحدا و لكنى عاجز أن أحقق ما أمر به الله سبحانه و تعالى و هو الزواج و لكنى أريدها و لكن لا أدري ماذا افعل مثلما قلت الظروف عكسي في كل شيء غير ذلك فانا لدى أخت أريد أن ابني لها مستقبلها لان والدي متوفى و هي مسئولة منى. لقد تعبت من التفكير الكثير و القلق من كل شيء لا نوم لدى. لا أدري ماذا افعل, فانا متعب, و أتمنى أموت في أي وقت لان الموت هو الراحة التي سوف اشعر بها؛ الموت سوف يعطيني الراحة, فإما الموت أو التقرب من الله و أنا أريد أن أتقرب من الله ثانيا و أن أثبت تقربي منه. أتمنى أن ترسلوا لي الرد و الحل لأني لا اقدر أن احتمل أكثر من ذلك. و الشكر الجزيل و آسف على تعبكم معي. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

28-01-2010

الإجابة

الأخ الكريم ......
أسأ ل الله العظيم أن يطهّر قلبك وان يزيّن الإيمان في صدرك.

أخي الفاضل..
  يقول الله جل في علاه: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} (النحل: من الآية97) فتأمّل أخي وعد الله عز وجل لمن عمل صالحاً بأن يحييه الحياة الطيبة، ومن أصدق من الله قيلا؟!
والله تعالى لا يُخلف وعده!!
فالعمل الصالح وحسن الصلة بالله عز وجل والتعلّق به والثقة بوعده والرضا بقضائه وقدره من أعظم ما يشرح الصدر ويورث الحياة الطيبة التي وعد الله.
لكن حين تنقطع الصلة بالله, ويتعلّق القلب بغير الله، فإن الله قد وعد من هذه حاله بقوله: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (طـه:124) 
فمن أعرض عن ذكر الله وحسن الصلة به، ومن علّق قلبه بغير الله فإن الله وعده بالحياة الضنك وهي المشقة والضيق والتعب, فهو تعب في الدنيا بالمشقة والتضييق وتعب في الآخرة بأن يحشره أعمى!!
وطالما أن الإنسان لا يزال على قيد الحياة فهو مأمور بأن يستغل حياته في القربة إلى الله حتى يحييه الحياة الطيبة ولا يتمنّ الموت وهو على حال بعد من الله!!
لأن الموت ليس راحة من الشقاء والتعب - كما يظن - بل سيدركه التعب والشقاء طالما أنه في حياته الدنيا لم يسلك طريق الرخاء والحياة الطيبة. {وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}!!
ولذلك أخي الفاضل..
ثق تماماً أنه بقدر قربك من ربك وأنسك به وتعلقك به يأتيك الفرج والانشراح، وإن من أعظم ما يوثّق الصلة بينك وبين الله هي (الصلاة) فقد قال صلى الله عليه وسلم: "والصلاة نور"  فكيف يعيش من أطفأ هذا النور؟!
كيف تراه يتخبّط في الظلام.. يضرب هنا وهناك.. ثم هو لا يجد راحته وأنسه لأنه يعيش في ظلام روحي.
فنوّر يا أخي قلبك..  بالصلاة والمحافظة عليها وجاهد نفسك على ذلك.
وبقدر ما تقطّع هذه الصلة بينك وبين الله بقدر ما يكل الله المرء إلى نفسه، ومن وكله الله إلى نفسه ضل وشقي وهلك.
أمّا ما ذكرت من حبك لفتاة، فإني أخبرك أن الحب من المبادئ العظيمة في دين الإسلام بل هو أوثق عرى الإيمان وذلك حين يكون (حبّاً في الله ولله)!!
ولكن اليوم أساء كثير من الناس إلى هذا المعنى العظيم - أعني الحب - وجعلوه سلعة رخيصة وشعارات برّاقة يتزينون بها، وهذا من أعظم الإساءة إلى الحب!!
لقد بيّن لنا الإسلام هذا المعنى العظيم وبيّن لنا كيف يحب الإنسان أخاه أو أخته المسلمة، وبيّن لنا حدود الحب الذي ينبغي أن يكون بين الرجل والفتاة على ما سأوضحه لك:
1 - هناك الحب العام: وهو الذي ينبغي أن يكون لكل مسلم ومسلمة يشهدان أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله  فهو حب باعثه رابطة الدين والعقيدة ولازمه النصرة والموالاة والمناصحة، قال الله تعالى: " {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} (التوبة: من الآية71). 
فكل مؤمن يستحق هذا الحب وهذه الولاية والنصرة والمناصحة, وكل مؤمنة أيضا تستحق هذه الولاية والمناصحة طالما أنها مؤمنة بالله واليوم الآخر.
2 - الحب الخاص: وهو الحب الذي لازمه الإفضاء النفسي والجسدي بين الرجل والمرأة.
هذا الحب لا ينبغي أن يكون إلا بين الزوجين اللذين يحل لهما أن يفضي كلّ منهما إلى الآخر.
وقد يقع في قلب المؤمن حب امرأة  أجنبية عنه، وذلك إمّا أن يكون بسبب إطلاق النظر أو ملازمة في دراسة أو عمل، وهذا الحب الذي يقع إنما وقع من غير بابه، وإنما كان بريده النظر المحرم أو التفكير المحرم أو الاختلاط المحرم.
ولذلك أخي الفاضل أوصيك بغض بصرك ومدافعة هذا الأمر في نفسك وأن لا يخرج هذا الحب على الواقع إلا خروجاً صحيحاً، فإن كان لك عليها من سبيل فاطلبها بشرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الذي قال: "لم ير للمتحابين أفضل من النكاح"، وإن لم يكن لك عليها من سبيل فاصرف بصرك وفكرك عنها واشتغل بما يفيدك وادع الله أن يدفع عنك تزيين الشيطان، فإن المؤمن أحرص على حفظ عورات أخواته المسلمات كما يحفظ عورة أخته وأمه وخالته وعمته ولا يرضى عليهم السوء.
فإني أربأ بك أن لا ترضى ذلك لأهلك وترضاه لبنات الناس.
واعلم أن إتباع النظرة النظرة والفكرة الفكرة تورثك همّا لا ينقطع سيما وإن كان الوصل بينكما لا يمكن.
واعلم أن الحب كل ما كان حبّاً لله ومن أجله وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم كان ذلك الحب حياة للقلب وروحاً تسري في الحياة.
لكن حين يكون ذلك الحب لهوىً أو شهوة أو نظر محرم أو على غير هدى النبوة فإنه يكون حباً يورث شقاءً وهمّاً ونصباً وتعباً، وقد قيل: من أحب شيئا غير الله عذّب به!!
رأيت الذي لا كله أنت قادر : : : عليه ولا عن بعضه أنت صابر!!
ولذلك أوصيك بغض بصرك وفكرك عن أن يلغ في الشقاء والله قد وعد من غض بصره بأن ينير قلبه وبصره وفكره، ومن ترك شيئا لله عوّضه
الله خيرا منه.
واصبر على وضعك الاجتماعي واجتهد في أن تحسّن منه فإن الله إذا علم من عبده الصدق أعانه، وقد وعد الله الفقراء من الناس أن يغنيهم بالزواج فقال: "{وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} (النور: من الآية32).
ثم أوصيك أخي أن تقرأ كتاب اسمه (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) للإمام ابن القيم رحمه الله.

أسأل الله العظيم أن يطهر قلبك وأن ينور بصرك وبصيرتك.

 

28-01-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني