هل الجلوس مع الخاطب بوجود الأم جائز

 

السؤال

أنا طالبة جامعية ابلغ من العمر 20 عاما، أعيش مع والدي ووالدتي ولدي 3 أخوات متزوجات. وقبل أن اطرح مشكلتي لابد من أن أوضح لك شخصيه والدي حفظه الله فهو يتمتع بقدر كبير من القسوة وليس له أي أصدقاء أو حتى أصحاب، كبير في السن يقترب من السبعين بل انه اكبر شخص في عائلتنا حاليا، لا يعمل منذ أكثر من 15 سنه، ليس ملتزم دينيا للأسف الشديد، لا يقبل النقاش في أي موضوع مني ولا من أخواتي ولا من أمي ولا حتى من الأقارب، يكثر من الأوامر ولا يناقش حتى أمي في أي أمر. تقدم لي كثير من الخطاب وكان والدي يرفضهم دائما دون إبداء الأسباب بل ودون أن يخبرني أو يخبر والدتي أن هناك خاطبا تقدم لي، نحن لسنا مستغربون فهكذا فعل دائما مع كل أخواتي، نحن نحلل الوضع بأنه يحبنا حبا شديدا مما يجعله يرغب في عدم التفريط فينا، طبعا أنا لا اجزم بان هذا هو السبب لأنه لا يرد علينا حين نسأله، نحن لا نعلم كيف يفكر ولا حتى أمي شريكة عمره تعرف لأنه رجل صموت ولا يتحدث، وان سألناه يرفض الإجابة علينا، وان جلسنا وقلنا له لو سمحت نريد أن تبين لنا أسباب رفضك يصفنا بالمتخلفات ويكيل لنا الشتائم ثم ينهض دون أن يوافق علي مبدأ النقاش نفسه علما بان أسلوبنا معه مهذب ولطيف وغير استفزازي، بل إن ناقشناه في أي موضوع آخر سياسي أو ثقافي فانه يطرح رأيه باقتضاب وماعدا ذلك كله باطل دون تقبل الحوار وأحيانا كثيرة نشعر انه قاب قوسين أو ادني من ضربنا إن لم نسكت. نعجز دائما عن التقرب إليه لأنه يكثر من السباب ولا يتحاور معنا. أخواتي جميعهن تزوجن بعد معاناة. على سبيل المثال إحداهن مكثت 4 سنوات كاملة في محاولات ليرضى والدي عن خطبتها –علما بان العريس كان على استعداد للانتظار حتى النصر- وخلال تلك الفترة قرعت كل أبواب المساعدة فطلبت من أعمامي التدخل فرفضوا خوفا من والدي وليس اعتراضا على العريس، وحاولت أمي مساعدتها لكن والدي هددها بالطلاق إن تدخلت، ولم نجد أي صديق أو رفيق درب أو ما شابه ليشفع عنده علما بأننا كنا نعرف العريس من قبل، وفشلت كل محاولات النقاش مع الوالد منها أو من أخواتي، وبعد ذلك كله أضربت عن الطعام حتى مرضت وحتى رثي لحالها ورضخ وتكللت معاناتها بالنجاح وتزوجت وهي تعيش بسعادة الآن علما بأنه قبل هذا العريس تقدم لها 7 مرات شباب رفضوا جميعا دون إبداء الأسباب فوالدي لم يرفض واحد أو اثنين لان فيهم عيوبا بل انه يرفض حتى دون أن يعرف من هو الخاطب. أختي الأخرى لم تكن أحسن حالا فلقد دامت معركتها (كما نسميها في أسرتنا) حوالي السنتين والنصف وفي الأخير لجأت إلى أسلوب ضغط على الوالد فوافق. أنا لا أريد أن افعل كما فعلت أختاي، أريد أن أتزوج بموافقته ورضاه علما بأنه يرضي عن أزواج أخواتي ويحبهم ولكن بعد الزواج وليس قبله. فقبل الزواج يصفهم بصفات سلبيه. مشكلتي تحديدا هي انه تقدم لي شاب خلوق ومن أسرة نعرفها وهي أسرة كثيرا ما كان والدي يشكر فيها ويمدحها ولما تقدموا لخطبتي تغيرت نظرته لهم وأصبح يصفهم بصفات سلبيه ورفضهم دون إبداء الأسباب، أنا اعتقد أن هذا الشاب مناسب خاصة انه ليس خلوق ومتدين فقط لكن لديه سعة فكريه ويصنف من المبدعين وهو من أسرة طيبه، هم متمسكون بي وقد رفضهم والدي فكرروا الطلب ورفضهم مره ثانيه بل وجرحهم في حديثه معهم ومع ذلك قالوا إنهم مستعدون للانتظار سنه أو اثنتين حتى يرضى والدي. والدي ليس سيئا لكنه يمارس حكما قهريا علينا كنظام الجيش تماما. أنا لا أريد أن اغضب والدي لذا فاني لست مستميتة في الدفاع عن قضيتي بسبب الخوف لكن والدتي ووالدة الخاطب اقترحتا علي أن اجلس مع الخاطب جلسات عائلية في حضور والدتي وإشرافها بهدف أن أتعرف على الخاطب أكثر ويتعرف علي أكثر(لأننا في اليمن مجتمع لا يسوده الاختلاط وأنا لا اعرفه بشكل جيد) فان شعرت انه مناسب بعد نقاشي وحديثي معه فإنني سأتمسك به وربما سأحارب من اجل قضيتي وان شعرت انه لا يناسبني فكريا أو لم ارتح لشخصه اعتذرت لهم، أنا سؤالي هل أنا آثمة إن فعلت ذلك لان والدي لن يعرف عن هذه الجلسات وهو يرفضها طبعا؟ والدتي وأخواتي يعتقدون أن تعرفي بالخاطب ليس خطأ سيما وانه تحت إشراف والدتي وأخواتي، هل تعتقد أن إقدامي على هذه الخطوة خطأ أم صح: وان كان خطأ فما هو البديل؟ ولكم مني جزيل الشكر

28-05-2010

الإجابة

 

الأخت الفاضلة سعدية
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أسأل الله العظيم أن يرزقك برَّ والديك والصبر على ذلك.
والدك له حق عظيم عليك، ومن عظم حقه صار هو أوسط أبواب الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة".
فالإحسان إليه والبرُّ به من الأعمال الفاضلة المقربة إلى الله جل وتعالى حتى وإن كان الوالد ظالماً أو مجحفاً في حق أبنائه فإن ذلك لا يُسقط أدب البر والإحسان إليه.

أختي الفاضلة...
احمدي الله عز وجل أن هذا الباب من أبواب الجنة لا يزال باقياً مفتوحاً لك، ولذلك فاصبري واحتسبي على طاعتك وبرّك بوالدك والإحسان إليه، فإن الله تعالى قال: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}(الزمر: من الآية10).
لكن أخيتي الإحسان والطاعة للوالد لا تعني عدم السعي إلى رفع الظلم عن نفسك بالطرق الحكيمة المؤدبة التي لا تُشعر بنوع عقوق أو عصيان للوالد، ولذلك فوصيتي لك:
- اجتهدي أمرك في الإحسان إلى والدك وليجد منك ألوان البر والطاعة، بالكلمة والخدمة والدعاء.
- لا تكثري من معارضة والدك في نقاش أمرٍ ما بل شدّي على رأيه وبيني جوانب الإيجاب في رأيه وموقفه عند أي نقاش.
- افتحي مع والدك حوار هادئاً تذكرينه فيه بأيام الماضي واجعليه يسترسل في الحديث عن ذلك، فإن كبار السن يحبون أن يحكوا عن ماضيهم ومنجزاتهم للأبناء!
هذا الحوار البعيد عن تعدد الرأي يشكل تقارباً نفسياً عاطفياً بين الوالد وأبنائه.
- ادخلي بيتكم الشريط الإسلامي الذي يتحدث حول ظاهرة العنوسة مثلا أو ظاهرة عضل البنات أو نحو هذه الأشرطة التي ربما يكون لها أثر في تعديل موقف والدك من زواجك.
- اجلسي مع والدك وتحدثي معه بعاطفة البنوّة تخبرين فيها والدك بحاجتك للزواج، وأن العمر يجري، وانك ترغبين بأن يدرك هو أحفاده منك في حياتك، المقصود أنك تعلقين رغبتك في الزواج من أجله، فأنت تتزوجين حتى تقر عينه، تتزوجين حتى يرى أبنائك.. وهكذا تربطين آثار الزواج به ربطاً عاطفياً.
- لا تيأسي أخيتي من صبرك وبرك وارفعي يديك بالدعاء فإن الله جل وتعالى يسمع دعوة المكروب وتكون الإجابة إليه أقرب {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}(النمل: من الآية62) وعليك بالأسحار وأواخر الليالي.

أما بالنسبة للجلوس مع الخاطب تحت إشراف الوالدة، فإن الجلوس معه لا يجوز إلا مرة واحدة وهي حين يأتي للنظر إليك ونظرك إليه للخِطبة، أمّا التهاون في الجلوس والحديث والمحاورة فإن ذلك من الاختلاط المحرم حتى وإن كان ذلك تحت إشراف الوالدة، ولهذا الفعل أيضا آثاراً نفسية سلوكيّة عليك من ذلك:
- أن هذه الجلسات لن تكون حقيقية واقعية بل يتحكّم فيها الخيال والتكلّف بين الطرفين في أخلاقهما وحديثهما.
- ثم إنه ربما ضرّك ذلك بالتعلّق به على صعوبة الوصل بينكما، فلربما أثر ذلك عليك نفسياً حتى وإن حاولت أن تفعلي ما فعلت أختيك من الضغط على الوالد لربما لا ينفع ذلك..
المقصود أن الإنسان كلما كان يسلك الطريقة الصحيحة السليمة كلما كان ذلك أيسر له في إدراك مطلوبه والله تعالى يقول: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} (البقرة: من الآية189).
إن استمر والدك على عضلك عن الزواج وأصرّ على ذلك فاسعي إلى أن توسّطي أهل الخير بينكم ولا تيأسي، فإن لم يكن من سبيل إلا الرفع للقاضي فارفعي أمرك فإن الشرع ينصفك.

اسأل الله العظيم أن يصلح والدك وأن يحقق لك أمانيك في رضاه.

28-05-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني